هذا أفضل من رأى رسول الله والله يسائلكم (١) عن هذا وقبض رسول الله (ص) والمؤذّنون يؤذّنون بها وفى زمن أبى بكر وصدرا من زمن عمر وقد رأيناكم صنعتم أكثر ممّا أنكرتم وأعجب أنّ منكم من يقول فى أذان الفجر والعشاء الآخرة بين الأذان والاقامة بعد « حىّ على الفلاح » : الصّلاة خير من النّوم ، ومنكم من لا يقول ذلك ولا ينكر بعضكم على بعض؟! ونسبتم الشّيعة حين اتّبعوا رسول الله (ص) الى الخلاف والبدعة وتسمّيتم بالجماعة [ وأهل السّنّة ] حين أجمعتم (٢) على خلاف رسول الله صلىاللهعليهوآله.
وأجمعتم (٣) على غسل الرّجلين والمسح على الخفّين وادّعيتم أنّ النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ عمل بخلاف ما نزل به القرآن ثمّ رويتم فى ذلك أحاديث أنّ رسول الله (ص) فعل خلاف ما أمره الله [ به ] ، وأنزل عليه به القرآن وقد قال الله جلّ ذكره : ( اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ) (٤) ، وزعمتم أنّه اتّبع غير ما اوحى
__________________
(١) كذا صريحا من باب المفاعلة ؛ قال الزبيدى فى تاج العروس فيما استدركه على مادة « سء ل » من القاموس : « وساءلته مسائلة قال أبو ذؤيب :
أساءلت رسم الدار أم لم تسائل |
|
عن السكن أم عن عهده بالاوائل » |
وقال البستانى فى محيط المحيط : « ساءله وسايله وعنه وبه مساءلة ومسايلة بمعنى سأل ومنه قول أبى فراس بن حمدان العدوى :
تسائلنى من أنت وهى عليمة |
|
بحالى وهل حالى على مثلها نكر |
وأما قول بلال بن جرير :
اذا ضفتهم او سآيلتهم |
|
وجدت بهم علة حاضرة |
فانه جمع بين الهمزة التى فى سأل والياء التى فى سايل فصار وزنه فعايلتهم وهذا مثال لا نظير له ».
(٢) فى الاصل : « اجتمعتم ».
(٣) فى الاصل : « اجتمعتم ».
(٤) صدر آية ٣ سورة الاعراف.