لقد علم من جرت عليه المواسى (١) من أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ أنّ أصحاب الجمل ملعونون على لسان النّبيّ الأمّىّ وقد خاب من افترى. ورويتم عن جرير عن يزيد بن أبى داود قال : حلفت عائشة [ أن ] لا تكلّم عبد الله بن الزّبير لصنيعته (٢) حين زيّن لها الخروج الى البصرة. ورويتم عن عبد الله بن موسى قال : حدّثنا الحسن ابن دينار عن الحسن البصرىّ قال : سمعت طلحة يوم الجمل يقول : وما رأيت مصارع ـ شيوخ أضيع من يومنا هذا.
ذكر عمرو بن العاص
ومن علمائكم عمرو بن العاص ومروان بن الحكم وأنتم تنسبونهما الى الفقه والعلم ثمّ رويتم من ذلك ما رواه أبو نعيم قال : حدّثني عيسى بن عبد الرّحمن عن عدىّ بن ثابت عن مجالد بن عمر قال قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ [ اللهمّ ] انّ عمرو بن العاص هجانى (٣) وانت تعلم أنّى لست [ بشاعر ] فالعنه مكان كلّ بيت هجانى لعنة.
__________________
ولمحبى الدين الخطيب بيانات فى تأييد هذه الكلمات وتشييد مبناها ونحن نذكرها ان شاء الله تعالى فى تعليقاتنا على الايضاح حتى يعلم الناظرون أن الانسان اذا أراد ان يسلك سبيل الانكار فى الواضحات كيف يتمسك بكل حشيش.
__________________
(١) قال ابن الاثير فى النهاية « فى حديث عمر : كتب ان يقتلوا من جرت عليه المواسى أى من نبتت عانته لان المواسى انما تجرى على من أنبت ؛ أراد من بلغ الحلم من الكفار ».
(٢) فى الاصل : « لصنيعة ».
(٣) قال ابن أبى الحديد فى شرح نهج البلاغة ضمن شرحه لكلام أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ فى ذكر عمرو بن العاص وذمه أعنى قوله المصدر بهذه العبارة : « عجبا لابن