__________________
يقول : كيف باحداكن اذا نبحتها كلاب الحوأب ؛ وهذا الحديث مما أنكر على قيس بن حازم ».
وقال ياقوت الحموى فى معجم البلدان فى باب الحاء والواو وما يليهما :
« وقال أبو منصور : الحوأب ( بالفتح ثم السكون وهمزة مفتوحة وباء موحدة ) موضع بئر نبحت كلابه على عائشة أم المؤمنين عند مقبلها الى البصرة ثم أنشد :
ما هى الا شربة بالحوأب |
|
فصعدى من بعدها او صوبى |
وفى الحديث : ان عائشة لما أرادت المضى الى البصرة فى وقعة الجمل مرت بهذا الموضع فسمعت نباح الكلاب فقالت : ما هذا الموضع؟ ـ فقيل لها : هذا موضع يقال له الحوأب فقال : انا لله ما أرانى الا صاحبة القصة فقيل لها : وأى قصة؟ ـ قالت : سمعت رسول الله ( صلعم ) يقول وعنده نساؤه : ليت شعرى أيتكن تنبحها كلاب الحوأب سائرة الى الشرق فى كتيبة فهمت بالرجوع فغالطوها وحلفوا لها انه ليس بالحوأب ».
أقول : يشير به الدميرى الى ما ذكره القاضى أبو بكر بن العربى فى كتابه « العواصم من القواصم » تحت عنوان « قاصمة » نقلا عما ذكره نقلة الاخبار وحملة الآثار من علماء الفريقين وصار عندهم مما لا ينكره من البشر الا من أنكر ضوء الشمس ونور القمر ونص عبارته ( انظر ص ١٤٨ من الطبعة الثانية بالقاهرة سنة ١٣٧٥ بتحقيق وتعليق محب الدين الخطيب ) :
« روى قوم ( الى ان قال ) فجاءوا الى ماء الحوأب ونبحت كلابه فسألت عائشة فقيل لها : هذا ماء الحوأب فردت خطامها عنه وذلك لما سمعت النبي (ص) يقول : أيتكن صاحبة الجمل الادبب تنبحها كلاب الحوأب فشهد طلحة والزبير أنه ليس هذا ماء الحوأب وخمسون رجلا إليهم وكانت أول شهادة زور دارت فى الاسلام ».
فقال فى رده ما نصه : ( ص ١٦١ من الطبعة المشار إليها ) :
« وأما الّذي ذكرتم من الشهادة على ماء الحوأب فقد بؤتم فى ذكرها بأعظم حوب ، ما كان قط شيء مما ذكرتم ، ولا قال النبي (ص) ذلك الحديث ، ولا جرى ذلك الكلام ، ولا شهد أحد بشهادتهم ، وقد كتبت شهاداتكم بهذا الباطل وسوف تسألون ».