__________________
مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة : فقلت لحفصة : قولى له : ان أبا بكر اذا قام فى مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل بالناس ففعلت حفصة فقال رسول الله (ص) : انكن لانتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت حفصة لعائشة : ما كنت لا صيب منك خيرا » أقول : فخاض المجلسى (ره) فى نقل الاخبار وبيان ما يترتب عليها ويستفاد منها الى أن قال ( ص ٣٢ ) :
« وقد روى ابن أبى الحديد عن شيخه أبى يعقوب يوسف بن اسماعيل اللمعانى أن عليا (ع) كان ينسب عائشة الى أنها أمرت بلا لا أن يأمر أبا بكر بأن يصلى بالناس وان رسول الله (ص) قال : ليصل بهم رجل ولم يعين أحدا فقالت : مر أبا بكر يصلى بالناس وكان (ع) يذكر ذلك لاصحابه فى خلواته كثيرا ويقول : انه لم يقل (ص) : انكن كصويحبات يوسف ؛ الا انكارا لهذه الحال وغضبا منه لانها وحفصة تبادرنا الى تعيين أبيهما وانه استدركها رسول الله (ص) بخروجه وصرفه عن المحراب ( انتهى ) فاتضح لك ضعف التمسك بهذه الاخبار سيما فى أركان الدين وقال السيد الاجل ـ رضى الله عنه ـ فى موضع من الشافى ذكر فيه تمسك قاضى القضاة بحكاية الصلاة : ان خبر الصلاة خبر واحد والاذن فيها ورد من جهة عائشة وليس بمنكر أن يكون الاذن صدر من جهتها لا من جهة الرسول (ص) وقد استدل أصحابنا على ذلك بشيئين أحدهما بقول النبي (ص) على ما أتت به الرواية لما عرف تقدم أبى بكر فى الصلاة وسمع قراءته فى المحراب : انكن كصويحبات يوسف وبخروجه متحاملا من الضعف معتمدا على أمير المؤمنين والفضل ـ ابن العباس الى المسجد وعزله لابى بكر عن المقام واقامة الصلاة بنفسه وهذا يدل دلالة واضحة على أن الاذن فى الصلاة لم يكن منه (ص).
وقال بعض المخالفين : ان السبب فى قوله : انكن صويحبات يوسف أنه (ص) لما أذن بالصلاة وقال : مروا أبا بكر ليصلى بالناس فقالت له عائشة : أن أبا بكر رجل أسيف لا يحتمل قلبه أن يقوم مقامك بالصلاة ولكن تأمر عمر أن يصلى بالناس فقال عند ذلك : انكن صويحبات يوسف وهذا ليس بشيء لا يجوز أن يكون أمثاله الا وفقا لاغراضه وقد علمنا أن صويحبات يوسف لم يكن منهن خلاف على يوسف ولا مراجعة له فى شيء على أمرهن به وانما افتتن بأسرهن بحبه وأرادت كل واحدة منهن مثل ما أرادت صاحبتها فأشبهت حالهن