قال أبو محمّد : ونحن نقول : ليس هاهنا بحمد الله اختلاف ولم يبل قائما قطّ فى منزله والموضع الّذي كانت تحضره فيه عائشة ـ رضى الله عنها ـ وبال قائما في المواضع الّتي لا يمكن ان يطمئنّ فيها امّا للثق فى الأرض وطين أو قذر وكذلك الموضع الّذي رأى فيه رسول الله (ص) حذيفة يبول قائما كان مزبلة لقوم فلم يمكنه القعود فيه ولا الطّمأنينة ، وحكم الضّرورة خلاف حكم الاختيار.
قال أبو محمّد : حدّثني محمّد بن زياد الزّيادىّ قال : أنا عيسى بن يونس قال : أنا الأعمش عن أبى وائل عن حذيفة قال : رأيت رسول الله (ص) أتى سباطة قوم قبال قائما فذهبت أتنحّى فقال : ادن منّى فدنوت منه حتّى قمت عند عقبه فتوضّأ ومسح على خفيّه ؛ والسّباطة المزبلة وكذلك الكساحة والقمامة ».
قلنا فى ذيل قول المصنّف (ره) : « ذكر أبى هريرة الدّوسىّ »
( ص ٦٠ ؛ س ١ )
قد نقلنا ترجمته فى تعليقاتنا فى آخر الايضاح وهى قولنا :
ممّن قدح فى أبى هريرة وطعن عليه وقال : انّه ساقط عن درجة الاعتبار عند المعتزلة ابن أبى الحديد ونقلنا قوله فيما مرّ من تعليقاتنا على الكتاب ( انظر ص ٤٩٥ ـ ٤٩٦ ).
نقل العلامة المجلسى (ره) فى ثامن البحار فى آخر باب عقده فيه لذكر أصحاب ـ النّبيّ (ص) وأمير المؤمنين (ع) ولذكر بعض المخالفين والمنافقين ( ص ٧٣٥ من طبعة أمين الضرب ) نقلا عن كتاب الغارات لابراهيم بن هلال الثّقفىّ بعد نقل تراجم جماعة من المنحرفين عن أمير المؤمنين عليهالسلام ما نصّه :
« وقال : لما دخل معاوية الكوفة دخل أبو هريرة المسجد فكان يحدّث ويقول : قال رسول الله ، وقال أبو القاسم ، وقال خليلى فجاءه شابّ من الأنصار يتخطّأ النّاس حتّى دنا منه فقال : يا أبا هريرة حديث أسألك عنه فان كنت سمعته من النّبيّ حدّثتنيه ،