لو فعلت لفعل ، ولو فعل لفعلوا ، فلم أزل أتوقّعها من قوله حتّى فعل ما فعل وفعلوا به ما فعلوا. قلت : أين أنت عن الزّبير؟ ـ فقال : اللّعقة (١) والله اذا لظلّ يضارب على الصّاع والمدّ ببقيع الغر قد (٢) قال : قلت : فأين أنت عن طلحة؟ ـ فقال : المزهوّ ما زلت أعرف فيه الزّهو منذ أصيبت كفّه مع رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ قال :
__________________
عليه فقتلوه » ونقله هكذا المجلسى فى ثامن البحار فى باب الشورى ( ص ٣٥٢ من طبعة أمين الضرب ) الا أنه نقل مكان « على » كلمة « الى » وقال المجلسى فى الباب المشار ـ إليه من المجلد المذكور نقلا عن أرباب السير والمحدثين من المخالفين ما نص عبارته ( ص ٣٥٧ ) : « ثم أقبل عمر على عثمان فقال : هيها أليك كأنى بك قد قلدتك قريش هذا الامر لحبها اياك فحملت بنى أمية وبنى أبى معيط على رقاب الناس وآثرتهم بالفيء فسارت أليك عصابة من ذؤبان العرب فذبحوك على فراشك ذبحا » الى غير ذلك مما يفيد هذا المعنى فالعبارة اما « لمشت إليه العرب » بأن تكون اللام لام الجواب للو وفعل « مشت » مأخوذا من المشى حتى يكون المعنى مثل ما نقله المجلسى فى عبارته المشار إليها « فسارت أليك الناس » واما أن يكون الفعل مأخوذا من متت ، قال الزبيدى فى تاج العروس نقلا عن المحكم : « مت إليه بالشيء يمت متا توسل فهو مات ( الى أن قال ) وفى حديث على ـ كرم الله وجهه ـ لا تمتان الى الله بحبل ولا تمدان إليه بسبب » الا أن الاحتمال الاخير يحتاج الى تكلف وتجشم كما هو واضح وحيث ان المعنى صار واضحا بسبب ما نقلناه فلا حاجة الى الاطناب فيه بأكثر من ذلك فالمعنى « لو ثبت إليه العرب » أو « لسارت إليه العرب ».
__________________
(١) كذا فى النسخ وكأنه محرف وصحيحه : « الوعقة » او « الوعقة اللعقة » قال ابن ـ الاثير فى النهاية نقلا عن الهروى : « فى حديث عمر وذكر الزبير فقال : « وعقة لقس ؛ الوعقة بالسكون الّذي يضجر ويتبرم يقال : رجل وعقة ووعقة أيضا ووعق بالكسر فيهما ».
(٢) قال الفيروزآبادي : « الغرقد شجر عظام أو هى العوسج اذ اعظم واحده غرقدة وبها سموا : وبقيع الغرقد مقبرة المدينة على ساكنها الصلاة والسلام لانه كان منبتها ».