قلت : فأين أنت عن سعد؟ ـ قال : ليس هناك هو صاحب فرس وقنص وكان يقال : انّ سعد ارجل من عذرة (١) وليس من قريش ، قال : قلت : فعبد الرّحمن بن عوف؟ فقال : نعم الرّجل ذكرت غير أنّه ضعيف انّ هذا الأمر والله يا ابن عبّاس ما يصلحه الاّ القوىّ فى غير ضعف يعنى عليّا ، والجواد فى غير سرف يعنى طلحة ، والبخيل فى غير امساك يعنى الزّبير ، واللّيّن فى غير ضعف يعنى عبد الرّحمن (٢).
فهل بقى منهم أحد لم يغمزه؟ ثمّ صيّر الأمر شورى بينهم بعد قوله فيهم ما قال (٣)؟! فهل تكون الوقيعة الاّ هكذا؟!
ورويتم عمّن حكاه ورواه من فقهاء أهل المدينة (٤) قال : بينا عمر بن الخطّاب
__________________
(١) قال الفيروزآبادي : « عذرة بلا لام قبيلة فى اليمن » فمن أراد التفصيل فليراجع تاج العروس او سائر مظانه.
(٢) فليعلم أن الزمخشرى قد خاض فى بيان الالفاظ المشكلة التى وردت فى الحديث بعباراته المختلفة وكلماته المتغايرة وبينها بما لا مزيد عليه ولو لا أن المقام لا يسع ذكر كلامه لذكرته هنا بطوله لانه مفيد جدا ، وأشرنا إليه هنا مع أنا قد نقلنا متن الحديث عن الفائق فيما سبق ( ص ١٦٣ من الكتاب الحاضر ) وذكرنا هناك أن الزمخشرى قد فسر غرائبه وأوضح مشكلاته لاهمية كلامه النفيس وذكرناه بتمامه فى المجلد الّذي سميناه « بالتعليقات على الايضاح » وفقنا الله لطبعه ونشره.
(٣) فليعلم أن هذا الامر من أهم ما طعن به على الخليفة الثانى وتفصيله فى كتب الكلام الاستدلالي وكتب المطاعن المفصلة فمن أراد أن يستقصى البحث عنه ويستوفى الحظ منه فليراجع مظانه من الاستغاثة والطرائف وتشييد المطاعن واحقاق الحق وما يضاهيها ولعل فى المراجعة الى باب الشورى من ثامن البحار كفاية لمن تدبر ( راجع ٣٦٠ ـ ٣٤٤ من طبعة أمين الضرب ). وبحث المجلسى أيضا عن هذا المطلب فى ثامن البحار تحت عنوان « الطعن الثامن عشر من مطاعن عمر » ( انظر ص ٣١٠ ـ ٣٠٦ من طبعة أمين الضرب ).
(٤) كأن المراد به عبد الله بن عمر كما يعلم من سند القصة فى الكتب التى رويت فيها.