من الايمان. فرويتم على عمر أنّه نهى عمّا أحلّه الله وقد قال الله تعالى : ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخالاتُكُمْ ) ( الى قوله ) ( إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً ) (١). ( وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلاَّ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ كِتابَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ ) (٢) فأحلّ الله ما وراء ذلك ممّا سمّاه (٣) أنّه حرمة فاعترضتم أمره فنهيتم النّاس عمّا أحلّ الله ثمّ نسبتموه الى عمر فقلتم : هى سنّة عمر وما سنّه عمر فهو (٤) حقّ وان خالف (٥) قول الله وسنّة رسول الله (ص) ، فصرتم
__________________
وهذا هو المراد بما ذكره : « ومما يأتى فى باب تزويجه » كما نقلناه فيما مر من كلامه.
أقول : أما سيرة أمير المؤمنين على ـ عليهالسلام ـ كانت على خلاف سيرة عمر فى قسمة العطايا وذلك يطلب من محله من أحوال أمير المؤمنين وترجمته ويدل عليه ما نقله المفيد ـ قدس الله روحه فى مجالسه بهذه العبارة « قال : حدثنى أبو الحسن على بن بلال المهلبى ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن راشد الاصفهانى ، قال : حدثنا ابراهيم بن محمد الثقفى ، قال : حدثنا على بن عبد الله بن عثمان ، قال : حدثنى على بن سيف ، عن على بن أبى حباب ، عن ربيعة وعمارة وغيرهما ، أن طائفة من أصحاب أمير المؤمنين على بن أبى طالب (ع) مشوا إليه عند تفرق الناس عنه وفرار كثير منهم الى معاوية طلبا لما فى يديه من الدنيا فقالوا له : يا أمير المؤمنين أعط هذه الاموال وفضل هؤلاء الاشراف من العرب وقريش على الموالى والعجم ومن يخاف خلافه عليك من الناس وفراره الى معاوية فقال لهم أمير المؤمنين (ع) : أتأمروني أن أطلب النصر بالجور؟! لا والله لا أفعل ما طلعت شمس ولا ح فى السماء نجم ( الى آخر ما قال فمن أراده فليراجع الكتاب المذكور ص ٩٥ من طبعة النجف سنة ١٣٥١ ه. ) »
__________________
(١) آية ٢٣ سورة النساء.
(٢) صدر آية ٢٤ سورة النساء.
(٣) ح مث مج س : « سمى ».
(٤) س : « فهى ».
(٥) ح : « وان خالفت ».