العبد (١)؟ وأنتم تزعمون أنّ الرّأى مباح لكم اذا ورد عليكم ما لا تجدونه فى الكتاب ولا ـ فى السّنّة فهل الرّأى الاّ إلهام يلقيه الله فى قلب الرّجل فيقول به؟! وكذلك الالهام يلهمه الله الرّجل فيقول به.
مع أنّ الشّيعة لا تقول بذلك (٢) ولا تؤمن بما تقولون به (٣) من الرّأى والالهام والدّليل على ذلك قول عليّ بن أبى طالب ـ صلوات الله عليه ـ ؛ ما عندنا الاّ ما فى كتاب الله أو (٤) ما فى الصّحيفة وصدق عليّ ـ عليهالسلام ـ ما كان عنده الاّ ما فى كتاب الله لأنّ كتاب الله يجمع العلم كلّه الّذي يحتاج إليه النّاس فى أمر دينهم فكلّ ما كان فى الصّحيفة فهو تفسير لما فى كتاب الله.
وأنتم تنفرون (٥) أن يقال : عند آل محمّد صحيفة فيها علم الحلال والحرام بخطّ عليّ واملاء رسول الله (٦) ـ صلىاللهعليهوآله ـ فان كان ما رووه عنهم حقّا انّهم قالوا
__________________
(١) قال ابن الاثير فى النهاية : « فيه : أسألك رحمة من عندك تلهمنى بها رشدى ؛ الالهام أن يلقى الله فى النفس أمرا يبعثه على الفعل او الترك وهو نوع من الوحى يخص الله به من يشاء من عباده وقد تكرر فى الحديث ».
(٢) غير ح : « ذلك ».
(٣) فى النسخ : « بما تقولونه ».
(٤) كذا صريحا بلفظة « أو » وتقدم أن بدلها فى رواية صحيح البخارى « و ».
(٥) ح : « تتنفرون ».
(٦) يستفاد من هذه العبارة صريحا أن ليس مراد الفضل بن شاذان من الصحيفة هنا صحيفة كانت فى قراب سيف أمير المؤمنين (ع) وكانت مشتملة على أحكام قليلة أو وصايا معدودة بل مراده صحيفة ورد ذكرها فى أخبار كثيرة وتشتمل على جميع ما يحتاج إليه الناس حتى أرش الخدش فالاولى أن نذكر طرفا مما يدل على ذلك فنقول والله المستعان :
قال الطريحى (ره) فى مجمع البحرين : « والصحيفة قطعة من جلد أو قرطاس كتب فيه ومنه صحيفة فاطمة ـ عليهاالسلام ـ روى أن طولها سبعون ذراعا فى عرض الاديم فيها كل ما يحتاج الناس إليه حتى أرش الخدش سئل ـ عليهالسلام ـ : وما مصحف فاطمة؟ قال : ان فاطمة مكثت بعد رسول الله خمسة وأربعين يوما وكان دخلها حزن شديد على أبيها