فقال : عن أىّ هذه الأمّة تسأل؟! فو الله ما زالت هذه الأمّة مكبوبة على وجهها (١) منذ يوم قبض رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ، وأيم الله لئن بقيت الى يوم الجمعة
__________________
(١) قال بعض الزيدية فى كلام له نفيس جدا بل هو رسالة نفيسة مفيدة ممتعة بحيث استحسنه النقيب أبو جعفر يحيى بن محمد العلوى البصرى استاذ ابن أبى الحديد المعتزلى البغدادى شارح نهج البلاغة غاية الاستحسان وكذا ابن أبى الحديد نفسه وجعلاه جوابا عن اعتراض من قال : لا يجوز اللعن على أصحاب النبي (ص) فانه استدل فى ذلك الكلام المفيد المتين على أنه يجوز اللعن على من ثبت فسقه من أصحاب النبي (ص) ولمتانة الكلام نقلناه بطوله فى بعض آثارنا وننقله ان شاء الله تعالى فى تعليقاتنا على الايضاح بتمامه بعد تمام الكتاب فقال الزيدى المشار إليه فى أثناء كلامه المزبور ( انظر شرح نهج البلاغة ج ٤ من طبعة مصر سنة ١٣٢٩ ؛ ص ٤٥٩ ) :
« وكلمة أبى بن كعب مشهورة منقولة : ما زالت هذه الامة مكبوبة على وجهها منذ فقدوا نبيهم ، وقوله : ألا هلك أهل العقدة والله ما آسى عليهم انما آسى على من يضلون من الناس ».
قال ابن سعد فى الطبقات فى ترجمة أبى بن كعب :
( ج ٣ من طبع بيروت سنة ١٣٧٧ ؛ ص ٥٠٠ ـ ٥٠٢ )
« أخبرنا روح بن عبادة وهوذة بن خليفة قالا : أخبرنا عوف عن المحسن قال : أخبرنا عتى بن ضمرة قال : قلت لابى بن كعب : ما لكم أصحاب رسول الله (ص) نأتيكم من البعد ، نرجو عندكم الخير أن تعلمونا فاذا أتيناكم استخففتم أمرنا كأنا نهون عليكم؟ فقال : والله لئن عشت الى هذه الجمعة لاقولن فيها قولا لا أبالى استحييتمونى عليه أو قتلتمونى ، فلما كان يوم الجمعة من بين الايام أتيت المدينة فاذا أهلها يموجون بعضهم فى بعض فى سككهم ، فقلت : ما شأن هؤلاء الناس؟ قال بعضهم : أما أنت من أهل هذا البلد؟ قلت : لا ، قال : فانه قد مات سيد المسلمين اليوم أبى بن كعب قلت : والله ان رأيت كاليوم فى الستر أشد مما ستر هذا الرجل.
أخبرنا محمد بن عبد الله الانصارى قال أخبرنا عوف عن الحسن عن عتى السعدى