__________________
ومعه القرآن يقول فى الامة ما ذكره اسحاق بن ابراهيم قال : أخبرنى سلمة بن الفضل عن محمد بن اسحاق عن عمرو بن عبيد عن الحسن العونى قال : دخلت مسجد رسول الله (ص) فاذا أنا برجل قد تسجى بثوبه وحوله جماعة فسألتهم عن شيء فجبهونى فقلت : يا أصحاب محمد تضنون بالعلم؟ ـ قال : فكشف الرجل المسجى الثوب عن وجهه فاذا شيخ أبيض الرأس واللحية فقال : عن أى هذه الامة تسأل؟! فو الله ما زالت هذه الامة مكبوبة على وجهها منذ قبض رسول الله (ص) ، وأيم الله لئن بقيت الى يوم الجمعة لاقومن مقاما أقتل فيه.
قال : وسمعته يقول مثل ذلك : ألا هلك أهل العقدة ، ألا أبعدهم الله ، والله ما آسى عليهم انما آسى على الذين يهلكون من أمة محمد (ص) قال : فلما كان يوم الاربعاء رأيت الناس يموجون فقلت : ما لكم؟ ـ قالوا : مات سيد المسلمين أبى بن كعب قال : فقلت : ستر الله على هذا المسلم حيث لم يقم ذلك المقام.
فهذا أبى بن كعب يقول فى الامة : انها مكبوبة على وجهها منذ قبض الله نبيه (ص) فكيف تصح هذه الاخبار ومع أصحاب رسول الله هذا الاختلاف؟! ».
وقال المجلسى فى ثامن البحار ضمن ذكره مطاعن عثمان ( ص ٣٣٦ من طبعة أمين الضرب ) : « نكير أبى بن كعب ـ وذكر الثقفى فى تاريخه باسناده قال : جاء رجل الى أبى بن كعب فقال : يا أبا المنذر ان عثمان قد كتب [ صكا ] لرجل من آل أبى معيط بخمسين ألف درهم الى بيت المال فقال أبى : فلا تزالون تأتونى بشيء ما أدرى ما هو فيه فبينا هو كذلك اذ مر به الصك فقام فدخل على عثمان فقال : يا ابن الهاوية يا ابن النار الحامية أتكتب لبعض آل أبى معيط الى بيت مال المسلمين بصك بخمسين ألف درهم فغضب عثمان وقال : لو لا أنى قد كفيتك لفعلت بك كذا وكذا.
الثقفى فى تاريخه قال : فقام رجل الى أبى بن كعب فقال : يا أبا المنذر ألا تخبرنى عن عثمان ؛ ما قولك فيه؟ ـ فأمسك عنه فقال له الرجل : جزاكم الله شرا يا أصحاب محمد شهدتم الوحى وعاينتموه ثم نسألكم التفقه فى الدين فلا تعلمونا ، فقال أبى عند ذلك : هلك أصحاب العقدة ورب الكعبة ، أما والله ما عليهم آسى ؛ ولكن آسى على من أهلكوا ، والله لئن أبقانى الله الى يوم الجمعة لأقومنّ مقاما أتكلم فيه بما أعلم ؛ قتلت أو استحييت ، فمات (ره) يوم الخميس ».
أقول : هذه بعض أحاديث الشيعة فى هذا الباب ومنها ما يأتى نقله عن بعض الزيدية.