وروى سفيان بن عيينة والحسن بن صالح بن حىّ وأبو بكر بن عيّاش وشريك بن عبد الله وجماعة من فقهائكم أنّ أبا بكر أمر خالد بن الوليد فقال : اذا أنا فرغت من
__________________
أبو موسى الأشعرى قال : حججت مع عمر بن الخطاب فخرجت يوما من رحلى أريد عمر ( فساق الرواية الى آخرها وهو ) « فليكن منكما بحيث أمرتكما ، فمضينا ونحن نتعجب من كشفنا من قوله ، فو الله ما أفشينا سره حتى هلك ؛ فاعتبروا يا أولى الالباب » فمن أراد أن يلاحظها أو مقابلتها مع عبارة الحديث فى هذا الكتاب فليراجع ص ١٤٨ ـ ١٤٤ من الطبعة الاولى سنة ١٣٧٢ فى مطبعة الحيدرية بالنجف.
ثم ليعلم أن آخر عبارة الرواية بعد : « عاضا على نواجذه » فى الشافى وتلخيصه وشرح ـ النهج والبحار الى آخرها أعنى « حتى مات عمر » هكذا : « حتى حضره الموت وأيس منها فكان منه ما رأيتما فاكتما ما قلت لكما عن الناس كافة وعن بنى هاشم خاصة وليكن منكما بحيث أمرتكما قوما اذا شئتما على بركة الله. فقمنا ونحن نعجب من قوله فو الله ما أفشينا سره حتى هلك ».
أقول : قال علم الهدى بعد نقله الاخبار فى الشافى ما نصه ( ص ٢٤٣ من النسخة المطبوعة ) :
« فكأنى بهم عند سماع هذه الاخبار يستغرقون ضحكا تعجبا واستبعادا ويقولون : كيف نصغى الى هذه الاخبار ومعلوم ضرورة تعظيم عمر لابى بكر ووفاقه له وتصويبه لامامته وكيف يطعن عمر فى إمامة أبى بكر وهى أصل لامامته وقاعدة لولايته؟!
وليس هذا بمنكر ممن طمست العصبية على قلبه وعينه فهو لا يرى ولا يسمع الا ما يوافق اعتقادات مبتدأة قد اعتقدها ومذاهب فاسدة قد انتحلها فما بال هذه الضرورة تخصهم ولا تعم من خالفهم ونحن نقسم بالله على أنا لا نعلم ما يدعونه ونزيد على ذلك بأنا نعتقد أن الامر بخلافه وليس فى طعن عمر على بيعة أبى بكر ما يؤدى الى فساد إمامته لانه يمكن ان يكون ذهب الى ان إمامته لم تثبت بالنص عليه وانما ثبتت بالاجماع من الامة والرضا فقد ذهب الى ذلك جماعة من الناس ويرى أن إمامته أولى من حيث لم تقع بغتة ولا فجأة ولا اختلف الناس فى أصلها ولا امتنع منهم كثير من الدخول فيها حتى اكرهوا وتهددوا وخوفوا