على معاوية بن أبى سفيان وبطلت الرّوايات الّتي رويت من مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبى طالب صلوات الله عليه عن النّبيّ صلىاللهعليهوآله وكذب من روى فيه
__________________
وروى الاعمش قال : لما قدم أبو هريرة العراق عام جماعة جاء الى مسجد الكوفة فلما رأى كثرة من استقبله من الناس جثا على ركبتيه ثم ضرب صلعته مرارا وقال : يا أهل ـ العراق أتزعمون أنى أكذب على الله وعلى رسوله وأحرق نفسى بالنار والله لقد سمعت رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ يقول : ان لكل نبى حرما وان حرمى بالمدينة ما بين عير الى ثور فمن أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وأشهد بالله ان عليا احدث فيها فلما بلغ معاوية قوله أجازه وأكرمه وولاه أمارة المدينة.
قلت : أما قوله : ما بين عير الى ثور ؛ فالظاهر أنه غلط من الراوى لان ثورا بمكة وهو جبل يقال له : ثور أطحل ؛ وفيه الغار الّذي دخله النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ وأبو بكر ، وانما قيل : أطحل ؛ لان أطحل بن عبد مناف بن اد بن طابخة بن الياس ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان كان يسكنه وقيل : اسم الجبل أطحل فأضيف ثور إليه وهو ثور بن عبد مناف والصواب : ما بين عير الى أحد.
فأما قول أبى هريرة : ان عليا ـ عليهالسلام ـ أحدث بالمدينة فحاش لله كان على ـ عليهالسلام ـ أتقى لله من ذلك والله لقد نصر عثمان نصرا لو كان المحصور جعفر بن أبى طالب لم يبذل له إلا مثله.
قال أبو جعفر : وأبو هريرة مدخول عند شيوخنا غير مرضى الرواية ضربه عمر بالدرة وقال : قد أكثرت من الرواية وأحربك ان تكون كاذبا على رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ وروى سفيان الثورى عن منصور عن ابراهيم التيمى قال : كانوا لا يأخذون عن أبى ـ هريرة الا ما كان من ذكر جنة او نار وروى ابو أسامة عن الاعمش قال : كان ابراهيم صحيح الحديث فكنت اذا سمعت الحديث أتيته فعرضته عليه فأتيته يوما بأحاديث من حديث