أنّ صدرها ذهب.
__________________
الكرانيف أصول السعف الغلاظ واحدها كرنافة ، وكان القرآن متفرقا عند المسلمين ولم يكن عندهم كتاب ولا آلات ، يدلك أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يكتب الى ملوك الارض فى أكارع الاديم.
وان كان العجب من وضعه تحت السرير فان القوم لم يكونوا ملوكا فتكون لهم الخزائن والاقفال وصناديق الابنوس والساج وكانوا اذا أرادوا احراز شيء أو صونه وضعوه تحت السرير ليأمنوا عليه من الوطء وعبث الصبى والبهيمة ، وكيف يحرز من لم يكن فى منزله حرز ولا قفل ولا خزانة الا بما يمكنه ويبلغه وجده ومع النبوة التقلل والبذاذة كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم يرقع ثوبه ويخصف نعله ويصلح خفه ويمهن أهله ويأكل بالارض ويقول : انما أنا عبد آكل كما يأكله العبد ، وعلى ذلك كانت الأنبياء عليهمالسلام ـ وكان سليمان عليهالسلام وقد آتاه الله من الملك ما لم يؤت أحدا قبله ولا بعده يلبس الصوف ويأكل خبز الشعير ويطعم الناس صنوف الطعام ، وكلم الله موسى عليهالسلام وعليه مدرعة من شعر أو صوف وفى رجليه نعلان من جلد حما رميت فقيل له : اخلع نعليك انك بالواد المقدس طوى ، وكان عيسى عليهالسلام يحتبل بحبل من ليف ؛ وهذا أكثر من أن نحصيه وأشهر من أن نطيل الكتاب به.
وان كان العجب من الشاة فان الشاة أفضل الانعام ، وقرأت فى مناجاة عزير ربه أنه قال : اللهم انك اخترت من الانعام الضائنة ومن الطير الحمامة ومن النبات الحبلة ، ومن البيوت بكة وأيلياء ، ومن أيلياء بيت المقدس ، وروى وكيع عن الاسود بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ما خلق الله دابة أكرم عليه من النعجة فما يعجب من أكل الشاة تلك الصحيفة. وهذا الفأر شر حشرات الارض يقرض المصاحف ويبول عليها ، وهذا العثّ يأكلها ، ولو كانت النار أحرقت الصحيفة أو ذهب بها المنافقون كان العجب منهم أقل ، والله تعالى يبطل الشيء اذا أراد ابطاله بالضعيف والقوى فقد أهلك قوما بالذر كما أهلك