اذهب فاقلعها وارم بها إليه فانّه لا ضرر ولا ضرار ( الى ان قال ) قال ابن أبى الحديد : وكان سمرة أيّام مسير الحسين عليهالسلام الى الكوفة على شرطة ابن زياد وكان يحرّض النّاس على الخروج الى الحسين عليهالسلام وقتاله ( انظر ثامن البحار ص ٧٢٨ ) أقول : لمّا هلك المغيرة بن شعبة وكان واليا على الكوفة استعمل معاوية زيادا عليها فلمّا وليها سار إليها واستخلف على البصرة سمرة بن جندب وكان زياد يقيم بالكوفة ستّة أشهر وبالبصرة ستّة أشهر فلمّا استخلف سمرة على البصرة أكثر القتل فيها فقال ابن ـ سيرين : قتل سمرة فى غيبة زياد هذه ثمانية آلاف فقال له زياد : أما تخاف ان تكون قتلت بريئا؟ ـ فقال : لو قتلت معهم مثلهم ما خشيت ، وقال أبو السوار العدوىّ : قتل سمرة من قومى فى غداة واحدة سبعة وأربعين كلّهم قد جمع القرآن ؛ كذا فى كامل ابن الأثير »
أقول : قال الفاضل المامقانيّ (ره) فى تنقيح المقال بعد نقل نظير ما نقله المحدّث القمىّ عن كامل التّواريخ لابن الاثير عن تاريخ الطبرى ما نصّه ( ج ٢ ؛ ص ٦٩ ) :
« فقد روى الطّبرىّ أيضا فى أحداث السّنة المذكورة اى فى أحداث سنة الخمسين باسناده عن عوف قال : أقبل سمرة من المدينة فلمّا كان عند دور بنى أسد خرج رجل من بعض أزقّتهم ففاجأه أوّل الخيل فحمل عليه رجل من القوم فأوجره الحربة قال : ثمّ مضت الخيل فأتى عليه سمرة بن جندب وهو متشحّط بدمه فقال : ما هذا؟ ـ قيل : أصابته أوائل خيل الأمير فقال : اذا سمعتم بنا ركبنا فاتّقوا أسنّتنا ( انتهى ).
وفى كتب التّاريخ أيضا أنّه كان فى زمن ولايته البصرة يخرج من داره مع خاصّته ركبانا بغارة فلا يمرّ بحيوان ولا طفل ولا عاجز ولا غافل الاّ سحقه هو وأصحابه بخيلهم ، وهكذا اذا رجع ، ولا يمرّ عليه يوم يخرج به الاّ وغادر به قتيلا أو أكثر ؛ وهذا لا يفعله الاّ كلّ طاغ متكبّر قد نزعت الرّحمة من قلبه بعد خلع ربقة الاسلام من عنقه. ونقل الطّبرىّ وابن الاثير : انّ معاوية أقرّ سمرة بعد زياد ستّة أشهر ثمّ عزله فقال سمرة : لعن الله معاوية والله لو أطعت الله كما أطعت معاوية ما عذّبنى أبدا.
وروى عن سلمان بن مسلم العجلىّ قال : شهدت سمرة وأتى بناس كثير وأناس بين