فى الفرائض ، وخلافه أبيّا فى القرآن ؛ ولقد خطب عمر فقال فى خطبته : ألا انّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ قال : أقرؤكم أبىّ وأنا أردّ أشياء من قول أبىّ فهذه رواية العامّة.
وقد علم أهل الخلاف قاطبة أنّ الرّادّ لقول النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله ـ هو الرّادّ لقول الله ـ عزّ وجلّ ـ وروى عن عمر أنّه قال : قال النّبيّ ـ صلىاللهعليهوآله : عليّ أقضاكم ، هذا ؛ ولم نجد فى أحاديثكم أنّ النّبيّ ـ (ص) ـ نسب عمر قطّ الى القضاء ولا الى قرآن و [ لا ] الى فرائض ولا الى حلال وحرام أصلا فكيف نازع هؤلاء القوم الّذين قضى لهم رسول الله (ص) بجميع هذه الخصال حتّى ردّ عليهم وهو يعلم أنّهم أعلم منهم؟! فكيف تنسبون (١) الشّيعة الى الوقيعة فى أبى بكر وعمر وأصحاب رسول الله (ص) وأنتم الواقعون فيهم المتنقّصون (٢) لهم بهذه الرّوايات الّتي تفرّدتم عليه بها دون الشّيعة وانّ هذه الوقيعة منكم فى جميع أصحاب رسول الله (ص)
__________________
الطوسى نصير الملة والدين والعلامة وجماعة من علمائنا ـ رضى الله عنهم ـ قاضى دينى بكسر الدال ، وأنكره السيد المرتضى ـ رضى الله عنه ـ ولا حاجة فى تكلف ذلك لتواتر العبارات والنصوص الصريحة من الجانبين » فمن أراد نص عبارة الخواجة نصير الدين والعلامة فليراجع تجريد العقائد وشرحه للعلامة ، وحذا حذوهما القاضى نور الله التسترى فى احقاق الحق وفصلنا القول فى ذلك فى كتابنا الموسوم بكشف الكربة فى شرح دعاء الندبة فى شرح هذه الفقرة من الدعاء « وأنت تقضى دينى » وفقنا الله لا تمامه وطبعه ونشره بحق نبيه محمد وعترته عليه وعليهم الصلاة والسلام وكيف كان قد علم أن السر فى اصرار هؤلاء العلماء على قراءة كلمة « دينى » بكسر الدال انما تصييرهم معنى الحديث الى القضاء فى الاحكام الشرعية لا الى قضاء الدين.
__________________
(١) فى الاصل : « ينسبون » ( بصيغة الغائب ).
(٢) يقال : تنقصه أى وقع فيه وعابه وذمه ونسب إليه النقص.