فيقال : يا محمّد انّك لا تدرى ما أحدثوا بعدك وانّهم رجعوا على أعقابهم القهقرى فأقول : ألا بعدا ألا سحقا لمن بدّل بعدى (١). ولم يسمّهم النّبيّ (ص) فأوقعتم الظّنّة على عامّتهم فما رأينا قوما أشرّ أقوالا منكم فيهم ثمّ تروون أنّ النّبيّ ـ (ص) ـ قال :
__________________
(١) هذا الحديث مما ثبت صدوره عن النبي (ص) فمن أراد أن يعرف طرقه ويطلع على الكتب التى هو مذكور فيها فليراجع ثامن البحار باب افتراق الامة بعد النبي (ص) على ثلاث وسبعين فرقة وأنه يجرى فيهم ما جرى فى غيرهم من الامم وارتدادهم عن الدين ( وهو الباب الاول ) فان فيه كفاية للمكتفى ومما ذكر فى الباب قوله ( ص ٧ من طبعة أمين الضرب ) :
« أقول : روى ابن الاثير فى كتاب جامع الاصول مما أخرجه من صحيح البخارى وصحيح مسلم عن ابن مسعود قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ : أنا فرطكم على الحوض وليرفعن الى رجال منكم اذا هويت إليهم لاناولهم اختلجوا دونى فأقول : أى رب أصحابى فيقال : انك لا تدرى ما أحدثوا بعدك. ومن الصحيحين أيضا عن أنس ان رسول الله (ص) قال : ليردن على الحوض رجال ممن صاحبنى حتى اذا رفعوا اختلجوا دونى فلا قولن : أى رب أصحابى فليقالن لى : انك لا تدرى ما أحدثوا بعدك. وزيد فى بعض الروايات قوله : فأقول : سحقا لمن بدل بعدى. وأيضا من الصحيحين : عن أبى حازم عن سهل بن سعد قال : سمعت النبي (ص) يقول : أنا فرطكم على الحوض ؛ من ورد شرب ، ومن شرب لم يظمأ أبدا ، وليردن على أقوام أعرفهم ويعرفونى ثم يحال بينى وبينهم ، قال أبو حازم : فسمع النعمان بن أبى عياش وأنا أحدثهم بهذا الحديث فقال : هكذا سمعت سهلا يقول؟ ـ قلت : نعم ، قال : وأنا أشهد على أبى سعيد الخدرى سمعته يزيد فيقول : فانهم منى ، فيقال : انك لا تدرى ما أحدثوا بعدك فأقول : سحقا سحقا لمن بدل بعدى. وأيضا من الصحيحين عن أبى هريرة أن رسول الله (ص) قال : يرد على يوم القيامة رهط من أصحابى ( أو قال ) من أمتى فيحلئون عن الحوض فأقول : يا رب أصحابى فيقول : لا علم لك بما أحدثوا بعدك ؛ ارتدوا على أعقابهم القهقرى ، فيحلئون ».