فهذا من عجائبكم ورواياتكم ولسنا ننكر لله قدرة أن يحيى الموتى ولكنّا نعجب (١)
__________________
المشهورة : « نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن تكلم الناس على قدر عقولهم ».
ونظير القصة ما ذكره القشيرى فى رسالته فى أواخر باب كرامات الاولياء ( ص ١٧٤ من طبعة مصر سنة ١٣٦٧ بما نصه :
« سمعت حمزة بن يوسف السهمى الجرجانى يقول : سمعت أبا أحمد بن عدى الحافظ يقول : سمعت أحمد بن حمزة بمصر يقول : حدثنى عبد الوهاب وكان من الصالحين قال : قال محمد بن سعيد البصرى : بينا أنا أمشى فى بعض طرق البصرة اذ رأيت أعرابيا يسوق جملا فالتفت فاذا الجمل قد وقع ميتا ووقع الرحل والقتب فمشيت ثم التفت فاذا الاعرابى يقول : يا مسبب كل سبب ويا مؤمل كل من طلب رد على ما ذهب من جمل يحمل الرحل والقتب ، فاذا الجمل قائم والرحل والقتب فوقه ».
قال الدميرى فى حياة الحيوان فى باب الجيم تحت عنوان « الجمل » فى ذيل فائدة ( ص ٢٥١ ج ١ من طبعة مصر سنة ١٢٧٥ ) ما نصه :
« وحكى القشيرى فى رسالته عن محمد بن سعيد البصرى أنه قال : بينما أنا أمشى فى بعض طرق البصرة ( فبعد أن ساق القصة الى آخرها قال : ) واحياء الموتى كرامة فهو وان كان عظيما الا أنه جائز على القول الصحيح المختار عند المحققين المعتمدين من أئمة الاصول اذ ما جاز أن يكون معجزة لنبى جاز ان يكون كرامة لولى بشرط ان لا يدعى التحدى كالنبوة ، واحياء الموتى كرامة للاولياء كثير لا ينحصر وسيأتى ان شاء الله تعالى ذكر طرف من ذلك فى أماكنه من هذا الكتاب ».
أقول : لو أردنا أن نذكر ما ذكره علماء أهل السنة من هذا القبيل لصار المجموع كتابا كبيرا وانما ذكرنا هذا المقدار تشييدا لاساس ما نقله المصنف (ره) حتى لا ينكره من ليس له اطلاع على حقيقة الامر والسلام على من اتبع الهدى.
__________________
(١) قال المحدث النورى (ره) فى فصل الخطاب فى الامر الثالث من الامور