__________________
قال البيهقى : هذا اسناد صحيح ومثل هذا يكون معجزة لصاحب الشريعة حيث يكون فى أمته من يحيى الله له الموتى كما سبق ويأتى ، والرجل المذكور اسمه نباتة بن يزيد النخعى قال الشعبى : أنا رأيت ذلك الحمار يباع بعد ذلك فى السوق فقيل للرجل : أتبيع حمارا قد أحياه الله لك!؟ ـ قال : فكيف أصنع!؟ فقال رجل من رهطه ثلاثة أبيات حفظت منها هذا البيت :
ومنا الّذي أحيا الاله حماره |
|
وقد مات منه كل عضو ومفصل » |
وقال عفيف الدين اليافعى فى روض الرياحين فى حكايات الصالحين ما نصه :
« الحكاية السابعة والعشرون بعد الاربعمائة ، ـ روى عن الشعبى ـ رضى الله عنه ـ قال : أقبل قوم من اليمن ( فساق القصة الى أن قال ) قال الشعبى : فرأيت ذلك الحمار يباع فى الكناسة فذهب رجل من جلساء الشعبى الى محلته فروى هذا عن الشعبى فكذبوه وقالوا : يحيى حمار بعد الموت؟! انه يكذب على الشعبى ؛ قم معنا إليه ، فذهب معهم الى الشعبى فقال : يا أبا عمرو ألست حدثتني بهذا الحديث؟ فقال : متى كان ذلك؟
فقال القوم : قد علمنا أنه يكذب على أبى عمرو ، فلما رجعوا قال له الرجل : يا أبا عمرو أليس قد حدثتني به؟! فقال الشعبى : ويحك ؛ هل تباع الابل فى سوق الدجاج؟! رضى الله عنه.
قلت : أنكر الامام الشعبى ـ رضى الله عنه ـ على هذا الرجل لكونه حكى كرامة عظيمة لقوم لا تقبلها عقولهم ولا تبلغ إليها أفهامهم ، ومثل رأس مالهم فى العلم برأس مال التجار فى الدجاج ، ومثل رأس مال من يعقلها ويقبلها فى العلم برأس مال التجار فى الابل وهذا تساهل منه فى التمثيل بالابل ذلك أعز وأرفع وأعلى وأغلى من الجواهر النفاس ، ومثل رأس مال المنكرين أقل وأصغر وأدنى وأحقر من فلوس النحاس ، والى الفريقين أشار النبي المختار بقوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ : لا تعطوا الحكمة غير أهلها فتظلموها ، ولا تمنعوها عن أهلها فتظلموهم » ( انتهى كلام اليافعى ) أقول : من الاحاديث المعتبرة