الله عليه ـ فقال : أين تريدون بهذه؟ ـ قالوا : بغت فأمر أمير المؤمنين برجمها ؛ فقال : ردّوها ، ثمّ دخل على عمر فقال له : أمرت برجم هذه المجنونة؟ ـ قال : نعم ، فقال له عليّ (ع) : أما سمعت قول رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ : رفع القلم عن ثلاث ؛ عن النّائم حتّى يستيقظ ، وعن المجنون حتّى يفيق ، وعن الغلام حتّى يحتلم؟ ـ قال : نعم ، قال : فلم أمرت برجمها؟ فخلّى سبيلها ، ثمّ قال : لو لا عليّ لهلك عمر ].
ورويتم عن عبد الأعلى عن سعيد بن قتادة أنّ عمر بن الخطّاب خطب للنّاس فقال : ألا لا أعلم رجلا تزوّج على أكثر من أربعمائة درهم الاّ أنهكته عقوبة قال : فأتته امرأة فقالت : ما لنا ولك يا عمر؟! قول الله أعدل من قولك وأولى أن يتّبع ، فقال عمر : ما قال الله تعالى؟ ـ قالت : قال الله عزّ وجلّ : ( وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ
__________________
البخارى الى ذلك فى صحيحه ؛ بيان ـ عتلت الرجل وأعتله وأعتله اذا جذبته جذبا عنيفا ؛ ذكره الجوهرى » أقول : من أراد أن يستوفى البحث عن هذه القضية فليراجع باب مطاعن عمر من الكتب المبسوطة كثامن البحار فان المجلسى جعل هذه القضية الطعن العاشر من مطاعن عمر وأطال البحث عنها كما يقتضيه تحقيقه ( ص ٢٩٦ ـ ٢٩٧ من مطبعة أمين الضرب ) أو يراجع تشييد المطاعن فان القضية ذكرت فيه مبسوطة تحت عنوان جهل عمر للاحكام الشرعية ( ج ١ ؛ ص ٥٢٥ ـ ٥٢٠ ) الا أنا نشير هنا الى ما ذكره ابن عبد البر فى الاستيعاب فى ترجمة أمير المؤمنين وهو قوله ( ص ٤٦١ من طبعة حيدرآباد سنة ١٣٣٦ ) : « قال أحمد بن زهير حدثنا عبيد الله بن عمر القواريرى حدثنا مؤمل بن اسماعيل حدثنا سفيان الثورى عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال : كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن وقال فى المجنونة التى أمر برجمها وفى التى وضعت لستة أشهر فأراد رجمها فقال له على : ان الله تعالى يقول : ( وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً ) ؛ الحديث ، وقال له : ان الله رفع القلم عن المجنون ؛ الحديث ، فكان عمر يقول : لو لا على لهلك عمر وقد روى مثل هذه القصة لعثمان مع ابن عباس وعن على أخذها ابن عباس والله أعلم ».