الأنصار ، ومعظمهم من أصحاب عليّ عليهالسلام.
ليت شعري ، كيف يرضى العاقل بوثوق علي بإيمان عثمان ، ويُقتل بمرأى منه ومسمع!! والعجب أنّهم يستندون في رضا عليّ بخلافة القوم بسكوته ، مع أنّه سيف الله ، ولا يستدلّون بسكوته عن قتل عثمان على رضاه به ، سبحان الله! كيف يخفى على العاقل رضاه؟ وقد كان القاتل له بيده أخصّ خواصّه محمّد بن أبي بكر! ثمّ الرابع الذي تلقّى الأمر منه ، معاوية كاتب الوحي الذي وضع سبّ أمير المؤمنين في خُطَبه ، وفرضه على نفسه ، ودام على ذلك ما شاء الله (١).
وروى أنّ قوماً من بني أُميّة لعنهم الله قالوا لمعاوية : يا أمير الفاسقين ، إنّك قد بلغت ما أمّلت ، فلو كففت عن لعن هذا الرجل ، فقال لعنه الله لا ، حتّى يربو عليه الصغير ، ويهرم عليه الكبير ، ولا يذكر له ذاكر فضلاً (٢).
ثمّ تورّثها منه ولده الملعون لعنه الله يزيد ، وقد قتل فرخ رسول الله وقرّة عينيه مع جماعة من الصحابة الذين مدحهم الله تعالى في القرآن ، ولا يجتمعون على باطل.
ثمّ تورّثها باقي بني أُميّة ، وساروا مع أولاد رسول الله ما علم به كلّ سامع.
ثمّ تورّثها بنو العبّاس وصنعوا مع ذريّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من القتل والصلب والبناء في الجدران والدفن في الأرض ، ما ليس له عدّ ولا حدّ. ثمّ استمرّت دولة بين الأغنياء يتوارثها القوم صاغراً عن كابر.
كلّ ذلك مضافاً إلى ما علمت من حال عائشة مع عليّ ، وحربها له مع الصحابة الممدوحين في القرآن. وحال معاوية مع الحسن عليهالسلام ، وغير ذلك.
لكنّ القوم لحدّة أذهانهم وجودة أنظارهم يعتذرون مرّة بالاجتهاد! وهو عذر مسموع كيف لا ، وإيمان عليّ عليهالسلام وإسلامه كان نظرياً أو أنّ تحريم لعن المسلم
__________________
(١) انظر شرح نهج البلاغة ٤ : ٥٦ ، ووقعة صفّين : ٥٥٢ ، ومستدرك الحاكم ٣ : ١٠٨.
(٢) شرح نهج البلاغة ٤ : ٥٧.