الرّجال ، بخلاف ما إذا كان عن تقصير في الاجتهاد ولو لأجل (١) حُبّ طريقة الآباء والأجداد واتباع سيرة السلف ، فانه كالجبلي للخلف ، وقلّما عنه (٢) تخلف [يتخلف]. والمراد من المجاهدة (٣)
______________________________________________________
للناس على الله حجة بعد الرسل» وإلى قوله سبحانه وتعالى : «والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا» قال شيخنا الأعظم : «المقام الثاني في غير المتمكن من العلم ، والكلام فيه تارة في تحقق موضوعه في الخارج ، وأخرى في أنه يجب مع اليأس من العلم تحصيل الظن أم لا .... أما الأول فقد يقال بعدم وجود العاجز نظرا إلى العمومات الدالة على حصر الناس في المؤمن والكافر مع ما دل على خلود الكافرين بأجمعهم في النار بضميمة حكم العقل بقبح عقاب الجاهل القاصر فينتج ذلك عن تقصير كل غير مؤمن ، وأن من نراه قاصرا عاجزا عن العلم قد يمكن عليه تحصيل العلم بالحق ولو في زمان ما ، وان صار عاجزا قبل ذلك أو بعده ، والعقل لا يقبح عقاب مثل هذا الشخص ... إلخ». وحاصل جواب المصنف عن ذلك ـ وفاقا للشيخ ـ هو : وجود القاصر في أصول الدين كما هو المشاهد والمحسوس. قال الشيخ : «ولكن الّذي يقتضيه الإنصاف شهادة الوجدان بقصور بعض المكلفين ، وقد تقدم عن الكليني ما يشير إلى ذلك .... مع ورود الاخبار المستفيضة بثبوت الواسطة بين المؤمن والكافر ...».
(١) قيد للتقصير.
(٢) أي : عن الحب ، وضمير «أنه» راجع إلى الاتّباع ، والمستتر في «تخلف» إلى الخَلَف.
(٣) هذا جواب عن الاستدلال بالآية المزبورة على عدم وجود القاصر ، تقريب الاستدلال ـ كما قيل ـ : ان الآية الشريفة تدل على أن من جاهد في سبيله تعالى