يكون (١) في الاعتقاديات للغفلة ، أو عدم الاستعداد للاجتهاد (٢) فيها ، لعدم (٣) وضوح الأمر فيها بمثابة لا يكون الجهل بها إلّا عن تقصير
______________________________________________________
وغرضه بيان وجود القاصر في الخارج ، ولعل إعادته مع بنائه على مراعاة الإيجاز لأجل الإشارة إلى بعض صور القاصر من حيث المعذورية وعدمها ، إذ القاصر على قسمين : أحدهما أن يكون غافلا محضا.
الثاني : أن يكون ملتفتا مع قصوره عن الوصول إلى الواقع لعدم استعداده ، وهذا على وجوه : أحدها : أن يكون منقادا لما يحتمله واقعا.
ثانيها : أن لا يكون منقادا ولا معاندا له.
ثالثها : أن يكون معاندا لما يحتمله حقا في الواقع.
لا إشكال في المعذورية في القسم الأول وهو كونه غافلا محضا ، وكذا في الوجه الأول من القسم الثاني ، وهو كونه منقادا لما يحتمله واقعا ، وأما الوجهان الأخيران منه فالظاهر عدم كونه معذورا ، خصوصا الأخير وهو المعاند لما يحتمله ، هذا. وقد تقدم كلام الشيخ (قده) في التصديق بوجود القاصر والاستدلال عليه بالوجدان ، فلاحظ.
(١) بمعنى يوجد ، فـ «يكون» تامة ، وفاعله ضمير مستتر راجع إلى القاصر ، يعني : أن القاصر يوجد في الاعتقاديات. وقوله : «للغفلة» علة لوجود القاصر.
(٢) متعلق بـ «الاستعداد» يعني : أو لعدم استعداده للبحث والفحص في الاعتقاديات عن الحق لينقاد له.
(٣) علة لوجود القاصر في الاعتقاديات لعدم الاستعداد ، وحاصله : أن الاعتقاديات ليست في كمال الوضوح حتى يكون الجهل بها عن تقصير فقط ولا يتصور فيها الجهل القصوري ، بل قد يكون الجهل ـ بسبب عدم وضوح الأمر ـ عن قصور وقد يكون عن تقصير ، فقوله : «لا يكون» صفة لـ «مثابة».