.................................................................................................
______________________________________________________
.................................................................................................
__________________
معذبين» لدلالة الأولى على الاستحقاق بخلاف الثانية.
لا يقال : ان غرض المصنف (قده) من قوله : «لعله كان منة» إبداء الاحتمال الموجب لبطلان الاستدلال.
فانه يقال : نعم ، لكنه لا بد أن يكون الاحتمال في نفسه صحيحا ، ومن المعلوم عدم صحته كذلك ، لما مر آنفا من عدم استقرار عادته عظمت كبرياؤه على عدم التعذيب مع الاستحقاق تفضلا ومنة.
فالمتحصل : أن نفي التعذيب بقرينة «ما كنا» الدال على العادة يدل على التلازم بين نفي الفعلية وعدم الاستحقاق ، فالاستدلال بالآية على البراءة متين ، ولا يرد عليه إشكال المصنف.
كما لا يتوجه عليه ما أفاده الشيخ من ظهور الآية الشريفة في الاخبار عن وقوع التعذيب في الأمم السابقة بعد بعث الرسل ، وذلك لما فيه أوّلا من انسلاخ «ما كنا» ونحوه من الأفعال الماضية المنسوبة إليه سبحانه وتعالى عن الزمان ودلالتها على الاستمرار ولو لم نقل بانسلاخها عن الزمان ، بدعوى أن المنسلخ عنه هو خصوص صفات الذات كالعلم والقدرة ، وأما صفات الأفعال فلا موجب لسلخ الزمان عن الأفعال المضافة إليها كإرسال الرسل والتعذيب وغيرهما ، وذلك لظهور الآية بحسب السياق في بيان الضابط الكلي الّذي يقتضيه عدله تعالى شأنه ، وهو عدم المؤاخذة قبل البيان وإتمام الحجة ، وعليه فلا خصوصية لأمة دون أمة ، ولا عذاب دون عذاب.
وثانيا : بعد تسليم كون الآية اخبارا عن وقوع العذاب الدنيوي في الأمم