.................................................................................................
______________________________________________________
.................................................................................................
__________________
لأن نفي الاستحقاق من آثار عدم الملازمة ولوازمه ، فلا معنى لرد منكرها ، إذ لازم رد منكرها الاعتراف بثبوت الاستحقاق ، ولكن يتجه الاستدلال بالآية على البراءة. وان دلت على ثبوت الاستحقاق الّذي هو من لوازم ثبوت قاعدة الملازمة ، فلا وجه للاستدلال بها على البراءة.
وبالجملة : فثبوت الاستحقاق الّذي هو من لوازم الالتزام بقاعدة الملازمة وعدم الاستحقاق الّذي هو من لوازم البراءة متناقضان ، ويمتنع اجتماعهما.
الرابع : أنه قد دفع بعض إشكال التناقض المذكور بما حاصله : أن إشكال التناقض وارد على الفاضل التوني (ره) ان أراد الاستدلال بالآية الشريفة على البراءة والرد على منكري الملازمة حقيقة ، لعدم صلاحية الآية للدلالة على عدم الاستحقاق حتى تكون دليلا على البراءة ، وعلى ثبوت الاستحقاق حتى تكون برهانا على رد منكري الملازمة. وأما ان أراد البرهان الحقيقي بالنسبة إلى البراءة والجدلي بالإضافة إلى رد منكري الملازمة ، فلا تناقض كما هو واضح.
والتحقيق ما عرفت من أن الآية لا تدل إلّا على ما يقتضيه قاعدة قبح العقاب بلا بيان ، لما مر من أن نفي الفعلية انما هو لعدم المقتضي له ، لا لوجود المانع أو عدم الشرط ، فيدل على نفي الاستحقاق ، ومع ذلك لا يصح الاستدلال بالآية على نفي قاعدة الملازمة ، إذ المراد ببعث الرسول كما تقدم بيان الأحكام الشامل للبيان بالرسول الظاهري والباطني وهو العقل ، فلا تدل الآية على عدم استحقاق العقوبة على المستقلات العقلية حتى يصح الاستدلال بها على نفى الملازمة.
فالمتحصل من جميع ما ذكرنا : عدم صحة الاستدلال بالآية الشريفة على