و «ما» عندنا ليست مصدرية بل هي كافّة لـ «بعد» عن العمل ، ومهيئّة لها للدخول على الجمل.
وإنّما لم يجز وصل الموصول بجملة التعجّب لأن التعجب خفيّ السبب والصلة مبيّنة للموصول ، ولا يجوز تبيين شيء بما هو خفيّ في نفسه.
ولم يجز وصله بغير الجملة المحتملة للصدق والكذب لأنها غير بائنة في نفسها فكيف يتبيّن بها غيرها.
[١٥ ـ الضمير العائد على الموصول] :
ولا بد في الجملة من ضمير يعود على الموصول ، وقد يغني عنه ظاهر هو الموصول في المعنى إلا أن ذلك من القلة بحيث لا يقاس عليه ولا يقال إلّا حيث سمع. والذي سمع من ذلك : «أبو سعيد الذي رويت عن الخدري» ، و «الحجاج الذي رأيت ابن يوسف» ، أي : الذي رأيته ، ورويت عنه ، ومنه قول الشاعر [من الطويل] :
٨٥ ـ فيا ربّ ليلى أنت في كلّ موطن |
|
وأنت الذي في رحمة الله أطمع |
______________________
ـ الأضداد ص ٩٧ ؛ ورصف المباني ص ٣١٤ ؛ وشرح شافية ابن الحاجب ١ / ٢٧٣ ؛ والمقتضب ٢ / ٥٤ ؛ والمقرب ١ / ١٢٩ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٢١٠.
اللغة : العلاقة : علاقة الحب. الفنن : الغصن ، وهنا ذؤابة الشعر. الثغام : نبات إذا يبس ابيض لونه. المخلس : المختلط.
المعنى : أما زلت تحب أم الوليد رغم دخول جند الشيب إلى رأسك.
الإعراب : أعلاقة : «الهمزة» : حرف استفهام ، و «علاقة» : مفعول مطلق لفعل محذوف ، منصوب وعلامة نصبه الفتحة. أم الوليد : «أم» : مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف ، «الوليد» : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. بعد ما : ظرف زمان مكفوف بما. أفنان : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف. رأسك : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة وهو مضاف ، و «الكاف» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. كالثغام : جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف. المخلس : صفة مجرورة بالكسرة الظاهرة.
وجملة «أفنان رأسك كالثغام» حالية محلها النصب. وجملة «علاقة أمّ الوليد» مع العامل : ابتدائية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «بعد ما» حيث جاءت «ما» هنا حرفية كافّة لـ «بعد» عن العمل ومهيّئة لها للدخول على الجملة الاسمية.
٨٥ ـ التخريج : البيت للمجنون في الدرر ١ / ٢٨٦ ؛ وشرح شواهد المغني ٢ / ٥٥٩ ؛ والمقاصد النحوية ١ / ٤٩٧ ؛ وليس في ديوانه ؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ١ / ٦٧ ؛ وشرح التصريح ١ / ١٤٠ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٨٧. ـ