أي : إنه من لام في بني بنت حسان ، وإنّما تكلّف ذلك لأنّ «لعلّ» قد استقرّ فيها نصب الاسم ورفع الخبر ، فلا تخرج عما استقر فيها إن أمكن ؛ وأما :
لعل الله ...... |
|
...... |
البيت (١) فإن «لعلّ» المكسورة اللّام لم يستقرّ فيها نصب الاسم ورفع الخبر ، فيبقى فيها مع الظاهر من أنّها جارة ولا تتعلق بشيء ، بل هي في ذلك بمنزلة «لو لا» إذا جرت المضمر في مذهب سيبويه بمنزلة حروف الجر الزوائد.
[٣ ـ حكم هذه الحروف] :
وهذه الحروف داخلة على المبتدأ والخبر ، فما كان مبتدأ كان اسما لها إلّا اسم الشرط ، واسم الاستفهام ، و «كم» الخبرية ، و «ما» التعجبية ، و «ايمن الله» في القسم. وسبب ذلك أنّ هذه الأسماء لها صدر الكلام وجعلها أسماء لهذه الحروف يخرجها عمّا استقر لها من الصدريّة.
وما كان خبر المبتدأ كان خبرا لها إلّا اسم الاستفهام ، و «كم» الخبرية ، وكل جملة غير محتملة للصدق والكذب. فلا يجوز أن تقول : «إنّ زيدا اضربه» ، و «إن عمرا لا
______________________
ـ فعل مضارع مجزوم بالسكون لأنه جواب شرط جازم ، و «الهاء» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (أنا). «وأعصه» : «الواو» : حرف عطف ، «أعص» : فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلّة لأنه معطوف على الفعل المجزوم : (ألمه) ، و «الهاء» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (أنا). «في الخطوب» : جار ومجرور متعلّقان بـ «أعصه».
وجملة «إنه من لام» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «من لام ...» الشرطية : في محلّ رفع خبر «إنّ». وجملة «فعل الشرط وجوابه» : في محل رفع خبر للمبتدأ (من). وجملة «اعصه» : معطوفة على جملة «المه» لا محلّ لها.
والشاهد فيه قوله : «إن من» حيث جاء اسم «إن» ضمير الشأن محذوفا ، لأن «من» لا يجوز أن تكون اسما لـ «إن» لأنها اسم شرط له الصدارة.
(١) تقدم بالرقم ٢٨٥.