وأما الواو فتدخل على كل محلوف به ظاهر ، فتقول : «وزيد لأقومنّ» ، و «والله لأكرمنّ».
وأما التاء فتدخل على اسم الله تعالى ، نحو : «تالله لأفعلنّ». وحكى الأخفش دخولها على الربّ ، حكى من كلامهم : «تربّ الكعبة لأفعلنّ كذا».
وأما اللام فتدخل على اسم الله تعالى بشرط أن يكون في الكلام معنى التعجب ، نحو : «لله لا يبقى أحد» ، يقسم على فناء الخلق متعجبا من ذلك.
وأما من فلا تدخل إلا على الربّ ، نحو : «من ربّي لأفعلنّ كذا» ، وزعم بعض النحويين أن «من» بقية «ايمن» ، فهي على هذا اسم. وذلك باطل لأمرين : أحدهما : أنّها لا تضاف إلا إلى الله ، فيقال : «ايمن الله» ، و «من» لا تدخل إلّا على «الرب». والآخر : أن «ايمنا» معرب والاسم المعرب إذا نقص منه شيء بقي ما بقي منه معربا ، فلو كانت «من» بقية «ايمن» لكانت معربة. فبناؤها على السكون دليل على أنّها حرف.
وأما الميم المكسورة والمضمومة ، نحو : «م الله لأفعلنّ» ، «م الله لأفعلنّ» ، فلا تدخل إلّا على الله. وزعم بعض النحويين أنّها أيضا بقية «ايمن». وذلك باطل لأنّ الاسم المعرب لا يحذف حتى يبقى منه حرف واحد. وأيضا لو كانت بقية «ايمن» لكانت معربة والاسم المقسم به المعرب إذا لم يدخل عليه حرف خفض لا يكون إلّا مرفوعا أو منصوبا ، فاستعمالها مكسورة دليل على أنها مبنية وأنّها ليست بقية «ايمن».
[٥ ـ الأصل في حروف القسم] :
والأصل في حروف القسم الباء ، ذلك أنّ فعل القسم إنّما هو «أقسم» أو «أحلف» وهما لا يصلان إلّا بالباء ، فدلّ ذلك على أنّ الباء هي الأصل ، ولذلك تصرّفت في هذا الباب أكثر من تصرف غيرها ، فجرّت الظاهر والمضمر. والواو بدل من الباء وإنّما أبدلت منها لأمرين :
______________________
ـ وجملة «فلا وحقك» : استئنافية لا محل لها. وجملة «أبالي» : جواب قسم لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «فلا بك» حيث دخلت «الباء» على مضمر والتقدير «فلا وحقك ما أبالي».