الجميع : «مررت بزيد الكريم الشجاع الطويل» ، برفع جميع الصفات أو نصبها أو رفع بعض ونصب بعض.
وأما إتباعها كلها فأن تخفض جميع الصفات في المثال المذكور ، وأما إتباع البعض وقطع البعض فأن تخفض «الكريم» في المثال المذكور وتقطع ما بعده ، ولا يجوز أن تنصب «الكريم» أو ترفعه على القطع ثم تخفض ما بعده على الإتباع لما يؤدي إليه من الفصل بين الصفة والموصوف بالجمل الأجنبية كما تقدم.
ولا يجوز عطف بعض النعوت على بعض ، لأنّ ذلك يؤدي إلى عطف الشيء على نفسه ، إلا أن تختلف معاني النعوت ، نحو قولك : «مررت بزيد الكريم والشجاع والعاقل» ، وسواء كانت متبعة أو مقطوعة.
[١٢ ـ تعدد النعت والمنعوت] :
وإذا اجتمع نعوت ومنعوتون فلا يخلو أن تفرّقهما أو تجمعهما أو تفرق المنعوتين وتجمع النعوت أو تفرق النعوت وتجمع المنعوتين. فإن جمعتها ، نحو قولك : «قام الزيدون العقلاء» ، أو فرقتها ، نحو قولك : «زيد العاقل وعمرو الكريم وعبد الله الظريف» ، أو جمعت المنعوتين وفرقت النعوت ، نحو قولك : «الزيدون العاقل والكريم والشجاع» ، كان حكمه في ذلك كله حكم المنعوت المفرد في الإتباع والقطع في أماكن القطع ، إلا أنه يجوز جمع المنعوتين وتفريق النعوت في جميع الأسماء ، نحو قوله [من الوافر] :
١٠٩ ـ بكيت وما بكا رجل حزين |
|
على ربعين مسلوب وبال |
______________________
١٠٩ ـ التخريج : البيت لابن ميادة في ديوانه ص ٢١٤ ؛ وشرح أبيات سيبويه ١ / ٦٠٣ ؛ وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٧٤ ؛ ولرجل من باهلة في الكتاب ١ / ٤٣١ ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٣ / ٢١١ ؛ وشرح التصريح ٢ / ١١٤ ؛ ومغني اللبيب ٢ / ٢٥٦ ؛ والمقتضب ٢ / ٢٩١ ؛ والمقرب ١ / ٢٢٥.
شرح المفردات : الربع : المنزل. البالي : الدارس. المسلوب : الذي لم يبق منه شيء.
الإعراب : «بكيت» : فعل ماض ، والتاء ضمير في محلّ رفع فاعل. «وما» : الواو اعتراضيّة أو استئنافية ، «ما» : اسم استفهام في محل خبر مقدم. «بكا» : مبتدأ مؤخّر مرفوع ، وهو مضاف. «رجل» : مضاف إليه مجرور. «حزين» : نعت «رجل» مجرور. «على ربعين» : جار ومجرور متعلّقان بـ «بكيت». ـ