نوع منه آخر
يعني (١) نوعا من باب الفاعل والمفعول به ، وذلك أنّ الفاعل والمفعول به في الباب المتقدم في الأسماء التامة ، وفي هذا الباب إما أن يكونا ناقصين ، نحو قولك : «أعجب من في الدار ما في القصر» ، وإما أن يكون أحدهما ناقصا والآخر تاما. وفي الباب المتقدم يظهر الإعراب فيهما ، وفي هذا الباب ليس كذلك. وفي الباب المتقدم يجوز أن يكون الفاعل منهما مفعولا والمفعول فاعلا وليس كذلك في هذا الباب ، لأنّ فيه مسائل لا يكون الفاعل فيها مفعولا ولا المفعول فاعلا ، وفيه مسائل يجوز فيها الأمران على ما نبيّن بعد إن شاء الله تعالى.
فينبغي إذن أن نحصر الموصولات ونبيّن معانيها ، فإنّ مدار مسائل الباب على ذلك ، فأقول :
[٩ ـ الموصولات] :
الموصولات تنقسم قسمين : حرف واسم ، فالحرف «أن» و «ما» ، و «أنّ» و «كي» المصدريات ، والاسم : «من» ، و «ما» ، و «الذي» ، و «التي» ، و «أيّ» بمعناهما ، والألف واللام بمعناهما أيضا ، أعني : الذي والتي ، و «ذو» و «ذات» في لغة طيّىء ، واللائي بمعنى الذين ، و «ذا» إذا كانت مع «ما» أو «من» الاستفهاميتين وأريد بها معنى الذي والتي.
وأجاز الكوفيون في أسماء الإشارة كلّها أن تستعمل موصولات (٢) ، واستدلّوا على ذلك بقوله تعالى : (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى) (٣). فقالوا : بيمينك ، من صلة تلك كأنه قال : وما التي بيمينك؟ واستدلّوا أيضا بقول الشاعر [من الطويل] :
٦٥ ـ عدس ما لعبّاد عليك إمارة |
|
نجوت وهذا تحملين طليق |
______________________
ـ وجملة «ألفينا عيناك» ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة «أولى ...» استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله : «ألفيتا عيناك» حيث اتّصلت ألف الاثنين بالفعل المسند إلى فاعل الاسم الظاهر ، وذلك على لغة بلحارث بن كعب وهي لغة : «أكلوني البراغيث».
(١) أي : الزجاجي.
(٢) انظر المسألة الثالثة بعد المئة في الإنصاف في مسائل الخلاف ص ٧١٧ ـ ٧٢٢.
(٣) طه : ١٧.
٦٥ ـ التخريج : البيت ليزيد بن مفرّغ في ديوانه ص ١٧٠ ؛ وأدب الكاتب ص ٤١٧ ؛ والإنصاف ـ