واقعين موقع «ضارب» و «عادل» ، وذلك إخراج للمصدر عن أصله ، ومهما أمكن إبقاؤه على أصله كان أولى.
ومما يبيّن أنّه باق على أصليته أنه لا يثنّى ولا يجمع ولا يؤنث كما كان قبل أن تصف به إلّا ما حكي شاذّا ، فقد حكي : «فرس طوعة القياد» ، بتأنيث «طوع» ، وإن كان في الأصل مصدرا. وأنشدوا أيضا [من البسيط] :
١٠١ ـ والحيّة الحتفة الرّقشاء أخرجها |
|
من جحرها آمنات الله والكلم |
وقد حكي أيضا : أضياف وضيوف وضيفان في ضيف ، وهو في الأصل مصدر أضافه يضيفه ضيفا. ومثل هذا موقوف على السماع.
وإن رفع النعت ظاهرا من سبب المنعوت ، نحو : «مررت برجل قائم أبوه» ، يتبع المنعوت في اثنين من خمسة ، وهي : الرفع والنصب والخفض ، والتعريف والتنكير. وأما الخمسة الباقية فيتبع فيها في السبب في لغة من قال : «أكلوني البراغيث» ، وفي اللغة
______________________
١٠١ ـ التخريج : البيت لأميّة بن أبي الصلت في ديوانه ص ٥٧ (وفيه «والقسم» مكان «والكلم») ؛ والأشباه والنظائر ٢ / ٣٨٩ ؛ ولسان العرب ٩ / ٣٨ (حتف) ، ١١ / ٤٣١ (عدل) ؛ وبلا نسبة في الخصائص ١ / ١٥٤ ، ٢ / ٢٠٥.
اللغة : الحتفة : المهلكة ، مؤنّث الحتف. الرّقشاء : المنقّطة بسواد وبياض. والحجر : ما تحتفره منزلا لها (الحيّة والضبّ ...). آمنات الله : كلمات يقولها الحاوي ليخرج الأفاعي من جحورها. الكلم : جمع كلمة.
المعنى : لقد أخرج الحيّة المهلكة المنقّطة كلام الحاوي وقوله : أنت في أمان الله.
الإعراب : والحية : «الواو» : بحسب ما قبلها ، «الحية» : مبتدأ مرفوع بالضمة. الحتفة : صفة (الحية) مرفوعة بالضمّة. الرقشاء : صفة (الحية) مرفوعة بالضمّة. أخرجها : فعل ماض مبني على الفتح ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به. من جحرها : جار ومجرور متعلقان بـ (أخرج) ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. آمنات : فاعل (أخرجها) مرفوع بالضمّة. الله : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة. والكلم : «الواو» : للعطف ، «الكلم» : اسم معطوف على (آمنات) مرفوع بالضمّة.
وجملة «الحية أخرجها» : ابتدائية لا محلّ لها (أو بحسب ما قبلها). وجملة «أخرجها» : في محلّ رفع خبر (الحيّة).
والشاهد فيه قوله : «الحية الحتفة» حيث أنّث المصدر (الحتف) وهو الهلاك فجعله صفة لـ (الحية) ، وهذا شاذّ أو نادر.