يريد : تهاض إمّا بدار وإمّا بأموات. وقال الآخر [من المتقارب] :
١٣١ ـ سقته الرواعد من صيّف |
|
وإن من خريف فلن يعدما |
فحذف «إمّا» من الأول ثم حذف «ما» من الثانية لأنّ «إمّا» مركّبة من «إن» و «ما» ، ثم أدغمت النون من «إن» في الميم من «ما».
______________________
ـ الإعراب : تهاض : فعل مضارع للمجهول مرفوع بالضمّة ، و «نائب الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هي) يعود إلى نفس الشاعر التي ذكرها قبلا. بدار : جار ومجرور متعلّقان بـ (تهاض). قد تقادم : «قد» : حرف تحقيق ، «تقادم» : فعل ماض مبني على الفتح. عهدها : فاعل مرفوع بالضمّة ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. وإما : «الواو» : للعطف ، «إما» : حرف تفصيل. بأموات : جار ومجرور متعلّقان بالفعل (تهاض) المحذوف. ألمّ : فعل ماض مبني على الفتح. خيالها : فاعل مرفوع بالضمة ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة.
وجملة «تهاض بدار» : في محل جرّ صفة لـ (نفس) في البيت السابق. وجملة «تقادم» : في محل جرّ صفة لـ (دار). وجملة «ألمّ» : في محلّ جرّ صفة لـ (أموات).
والشاهد فيه قوله : «تهاض بدار ... وإمّا تهاض» حيث حذف (إمّا) الأولى ، لدلالة الثانية عليها ، والتقدير (إمّا تهاض بدار ، وإمّا تهاض بأموات).
١٣١ ـ التخريج : البيت للنمر بن تولب في ديوانه ص ٣٨١ ؛ والأزهيّة ص ٥٦ ؛ وخزانة الأدب ١١ / ٩٣ ـ ٩٥ ، ١٠١ ، ١١٠ ، ١١٢ ؛ وشرح شواهد المغني ص ١٨٠ ؛ والكتاب ١ / ٢٦٧ ؛ والمعاني الكبير ص ١٠٥٤ ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ١٥١ ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ١ / ٢٢٧ ، ٢٣٦ ؛ والجنى الداني ص ٢١٢ ، ٥٣٤ ؛ وخزانة الأدب ٩ / ٢٥ ؛ والخصائص ٢ / ٤٤١ ؛ والدرر ٦ / ١٢٨ ؛ وشرح المفصل ٨ / ١٠٢ ؛ والكتاب ٣ / ١٤١ ؛ والمنصف ٣ / ١١٥.
اللغة : الرواعد : السحب التي تكون مصحوبة بالرعد. الصيّف : مطر يهطل صيفا.
المعنى : يتحدّث عن وعل ذكره في أبيات سابقة ، فقد هطلت الأمطار في الصيف فشرب منها وارتوى ، ولن يعدم الماء في فصل الخريف كذلك.
الإعراب : سقته : فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة ، و «التاء» : للتأنيث ، و «الهاء» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به. الرواعد : فاعل مرفوع بالضمّة. من صيف : جار ومجرور متعلّقان بـ (سقته). وإن : «الواو» : للعطف ، «إن» : حرف تفصيل ، أصلها (إمّا). من خريف : جار ومجرور متعلّقان بـ (سقته). فلن : «الفاء» : للاستئناف ، «لن» : حرف نصب ونفي. يعدما : فعل مضارع منصوب بالفتحة ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو) ، و «الألف» : للإطلاق.
وجملة «سقته» : استئنافية لا محلّ لها. وجملة «يعدما» : استئنافية أيضا ، أو تعليلية لا محلّ لها.
والشاهد فيه قوله : «إن من» حيث حذف (ما) في الشطر الثاني ، وكان قد حذف (إما) من الشطر الأول ، و (إما) تتكرّر ، والحذف ضرورة. والصواب قوله «سقته الرواعد إمّا من صيّف وإما من خريف».