«ليجمعنكم». وقول حميد [من الوافر] :
١٩٢ ـ أنا سيف العشيرة فاعرفوني |
|
حميدا قد تذرّيت السّناما |
فـ «حميد» بدل من الياء في «فاعرفوني» ، ولا حجة فيه لاحتمال أن يكون «الذين» محمولا على الاستئناف وأن يكون «حميدا» منصوبا بإضمار فعل على الاختصاص ، كأنه قال : أعني حميدا ، فيكون نحو قول الآخر [من الطويل] :
١٩٣ ـ أناسا بثغر لا تزال رماحهم |
|
[شوارع من غير العشيرة في الدّم] |
______________________
١٩٢ ـ التخريج : البيت لحميد بن ثور في ديوانه ص ١٣٣ ؛ وأساس البلاغة (ذرى) ؛ وشرح شواهد الشافية ص ٢٢٣ ؛ ولسان العرب ١٣ / ٣٧ (أنن) ؛ ولحميد بن بحدل في خزانة الأدب ٥ / ٢٤٢ ؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص ١٤ ، ٤٠٣ ؛ وشرح شافية ابن الحاجب ٢ / ٢٩٥ ؛ وشرح المفصل ٣ / ٩٣ ، ٩ / ٨٤ ؛ والمقرب ١ / ٢٤٦ ؛ والمنصف ١ / ١٠.
اللغة : تذريّت : صعدت إلى الذروة وهي الرأس من كلّ شيء. السنام : حدبة الجمل أو الناقة ، ويضرب مثلا للشيء المرتفع.
المعنى : يفخر بنفسه قائلا لقومه : اعرفوا قدري فأنا البطل المدافع عن العشيرة ، وأنا من صعد إلى ذروة المجد.
الإعراب : أنا : ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ. سيف : خبر مرفوع بالضمّة. العشيرة : مضاف إليه مجرور بالكسرة. فاعرفوني : «الفاء» : استئنافية ، «اعرفوا» : فعل أمر مبني على حذف لاتصاله بواو الجماعة ، و «الواو» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل ، و «النون» : للوقاية ، و «الياء» : ضمير متصل في محل نصب مفعول به. حميدا : بدل من (الياء) في (اعرفوني). قد : حرف تحقيق. تذريت : فعل ماض مبني على السكون ، و «التاء» : ضمير متصل في محل رفع فاعل. السناما : مفعول به منصوب بالفتحة ، و «الألف» : للإطلاق.
وجملة «أنا سيف العشيرة» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «فاعرفوني» : استئنافية لا محلّ لها. وجملة «قد تذريت السناما» : خبر ثان لـ (أنا) محلها الرفع.
والشاهد فيه قوله : «حميدا» حيث جاء بدلا من (الياء) في الفعل الذي سبقه ؛ ويحتمل ، كما قال الشارح ، أن يكون «حميدا» منصوبا بإضمار فعل على الاختصاص ، كأنه قال : «أعني حميدا».
١٩٣ ـ التخريج : البيت للفرزدق في ديوانه ٢ / ٢٧١ ؛ وشرح أبيات سيبويه ١ / ٥٠٦ ؛ والكتاب ٢ / ١٥١.
اللغة : الثغر : مكان الخوف من هجوم الأعداء. الشوارع : المسدّدة والمصوّبة. ـ