زيد» ، ومثال دخول اللام عليه : «علمت لزيد قائم» ، ومثال دخول «ما» النافية عليه : «علمت ما زيد قائم» ، و «ظننت ما عمرو منطلق» ، ومثال دخول «إنّ» وفي خبرها اللام : «علمت إنّ زيدا لقائم» ، فجميع هذا لا سبيل إلى إعمال الفعل معه.
ومثال كونه مستفهما عنه في المعنى : «عرفت زيدا أبو من هو» ، ألا ترى أنّ زيدا لم تدخل عليه همزة الاستفهام ، ولا أضيف إلى اسم استفهام ولا هو اسم استفهام ، لكنه في المعنى مستفهم عنه ، لأنك إذا قلت : «عرفت زيدا أبو من هو» ، فمعناه : أزيد أبو عمرو أم أبو غيره؟ فلذلك جاز أن تقول : «عرفت زيدا أبو من هو» ، برفع «زيد» ونصبه ، نظرا إلى لفظه تارة وإلى معناه أخرى.
ولا يعلق من غير أفعال القلوب إلّا «سل» ، نحو : سل زيدا أبو من هو ، وذلك أنّه سبب لفعل القلب ، ألا ترى أنّ السؤال سبب من أسباب العلم ، فأجرى السّبب مجرى المسبّب.
وزعم المازني أنه يجوز أن تعلّق «رأيت» بمعنى «أبصرت» ، وإن لم تكن من أفعال القلوب ، فتكون في ذلك بمنزلة «سل» ، لأنها سبب من أسباب العلم ، واستدلّ بقول العرب : «أما ترى أيّ برق هاهنا»؟
وهذا لا حجة فيه لاحتمال أن يكون «ترى» بمعنى «تعلم» ، كأنه قال : «أما تعلم أي برق هاهنا»؟ وإذا أمكن فيه حملها على العلمية كان أولى ، لأنّ التعليق بابه أن يكون في أفعال القلوب.
وإذا علق الفعل فلا يخلو أن يكون من باب ما يتعدى إلى واحد بحرف جر ، نحو : «فكرت» ، أو من باب ما يتعدى إلى واحد بنفسه ، نحو : «عرفت» ، أو من باب ما يتعدّى إلى اثنين أصلهما المبتدأ والخبر ، نحو : «علمت».
فإن كان من باب ما يتعدى إلى واحد بحرف جر ، كانت الجملة في موضع نصب بالفعل بعد إسقاط حرف الجر ، نحو : «فكرت أيّهم زيد» ، كأنه في الأصل : فكرت في أيّهم زيد ، إلّا أنهم استقبحوا تعليق الخافض لضعفه ، فحذفوه ، وأوصلوا الفعل إليه بنفسه وموضعه نصب ، لأنّ ما يصل إليه الفعل بحرف جر إذا حذف معه حرف الجر وصل بنفسه ،