أو وقع موقع المبنيّ ، كالمناديات فإنّها وقعت موقع ضمير الخطاب. ألا ترى أنّك إذا قلت : «يا زيد» فإنّك ناديت مخاطبا ، والخطاب إنّما ينبغي أن يكون بالضمائر الموضوعة له. وأسماء الأفعال ، نحو : «نزال» و «شتّان» فإنّها وقعت موقع الفعل المبنيّ. أو ضارع ما وقع موقع المبنيّ ، وهو كلّ اسم معدول لمؤنّث على وزن «فعال» ، نحو : «فجار» في المصدر و «حذام» ، اسم امرأة ، والصفة الغالبة من هذا تجري مجرى العلم ، نحو : «حلاق» ، للمنيّة.
أو أضيف إلى مبنيّ ،نحو قوله تعالى:(مِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ) (١) في قراءة من فتح الميم. ونحو قول الشاعر[من البسيط] :
١٠ ـ لم يمنع الشّرب منها غير أن نطقت |
|
حمامة في غصون ذات أو قال |
ومن هذا القبيل اسم الزمان المضاف إلى الجملة ، فإنّه لا يبنى في مذهبنا حتى تكون
______________________
(١) هود : ٦٦.
١٠ ـ التخريج : البيت لأبي قيس بن الأسلت في ديوانه ص ٨٥ ؛ وجمهرة اللغة ص ١٣١٦ ؛ وخزانة الأدب ٣ / ٤٠٦ ، ٤٠٧ ؛ والدرر ٣ / ١٥٠ ؛ ولأبي قيس بن رفاعة في شرح أبيات سيبويه ٢ / ١٨٠ ؛ وشرح المفصل ٣ / ٨١ ، ٨ / ١٣٥ ؛ والكتاب ٢ / ٣٢٩ ؛ ولسان العرب ١٠ / ٣٥٤ (نطق) ، ١١ / ٧٣٤ (وقل) ؛ ومغني اللبيب ١ / ١٥٩ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٢١٩.
اللغة : الشرب : جماعة الشاربين. الأوقال : جمع الوقل وهو شجر المقل.
المعنى : لم يمنع الشاربين من ورود الماء سوى حمامة صوّتت على غصون الشجر ، فأهاجت الحنين والذكريات.
الإعراب : «لم» : حرف جزم ونفي وقلب. «يمنع» : فعل مضارع مجزوم بالسكون ، وحرّك بالكسر منعا لالتقاء ساكنين. «الشرب» : مفعول به منصوب بالفتحة. «منها» : جار ومجرور متعلّقان بـ (يمنع). «غير» : اسم مبني على الفتح في محلّ رفع فاعل. «أن» : حرف مصدري. «نطقت» : فعل ماض مبني على الفتح ، و «التاء» : تاء التأنيث الساكنة. «حمامة» : فاعل مرفوع بالضمّة. والمصدر المؤول من (أن) وما بعدها في محل جر بالإضافة. «في غصون» : جار ومجرور متعلّقان بمحذوف صفة لـ (حمامة). «ذات» : صفة (غصون) مجرورة بالكسرة. «أو قال» : مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة «لم يمنع ...» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «نطقت» : صلة الموصول الحرفي لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «غير» حيث جاء بها مبنيّة على الفتح في محلّ رفع فاعل.