لذلك. وأيضا فإنّ الأعواض لازمة لا يجوز حذفها.
وقد يحذف الخبر في الضرورة ، نحو قوله [من الكامل] :
لهفي عليك للهفة من خائف |
|
يبغي جوارك حين ليس مجير (١) |
يريد : ليس في الدنيا مجير. فحذف لفهم المعنى. فأمّا قوله [من الكامل] :
٢٧٤ ـ إنّي ضمنت لكلّ شخص ما جنى |
|
فأبى فكان وكنت غير غدور |
وقوله [من الطويل] :
٢٧٥ ـ رماني بأمر كنت منه ووالدي |
|
بريئا ومن أجل الطّويّ رماني |
______________________
(١) تقدم بالرقم ١٢٢.
٢٧٤ ـ التخريج : البيت للفرزدق في الرد على النحاة ص ١٠٠ ؛ وشرح أبيات سيبويه ١ / ٢٢٦ ؛ والكتاب ١ / ٧٦ ؛ ولسان العرب ٣ / ٣٦٠ (قعد) ؛ ولم أقع عليه في ديوانه.
المعنى : لقد كفلت لكل واحد ما حصل عليه ، فأبى ورفض ذلك وكان غير غادر وكذلك أنا لم أكن غادرا.
الإعراب : «إني» : «إنّ» : حرف مشبّه بالفعل ، و «الياء» : ضمير متصل في محل نصب اسم «إنّ». «ضمنت» : فعل ماض مبني على السكون ، و «التاء» : ضمير متصل في محل رفع فاعل. «لكل» : «اللام» : حرف جر ، «كل» : مجرور بالكسرة. والجار والمجرور متعلّقان بـ «ضمنت». «ما» : اسم موصول بمعنى «الذي» مبني في محل نصب مفعول به. «جنى» : فعل ماض مبني على الفتح ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو). «فأبى» : «الفاء» : استئنافية ، «أبى» : فعل ماض مبني على الفتح المقدر. «فكان» : «الفاء» : عاطفة ، «كان» : فعل ماض ناقص ، و «اسمها» ، ضمير مستتر تقديره : هو ، و «خبرها» محذوف ، تقديره : غير غدور. «فكنت» : «الفاء» : استئنافية ، «كنت» : فعل ماض ناقص ، و «التاء» : ضمير متصل في محل رفع اسمها ، و «خبرها» محذوف تقديره «غير غدور». «وكان» : «الواو» : حرف عطف ، «كان» : فعل ماض ناقص ، و «اسمها» : ضمير مستتر تقديره (هو). «غير» : خبر «كان» منصوب بالفتحة. «غدور» : مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة «إني ضمنت» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «جنى» : صلة الموصول لا محل لها. وجملة «أبى» : استئنافية لا محل لها. وجملة «كان غير غدور» معطوفة على جملة «أبى» فهي مثلها. وجملة «كنت غير غدور» استئنافية لا محل لها.
الشاهد فيه قوله : «فكان وكنت غير غدور» حيث استغنى الشاعر بالحذف عن خبر «كان» الأولى لدلالة خبر «كان» الثانية عليه.
٢٧٥ ـ التخريج : البيت لعمرو بن أحمر في ديوانه ص ١٨٧ ؛ والدرر ٢ / ٦٢ ؛ وشرح أبيات سيبويه ١ / ٢٤٩ ؛ والكتاب ١ / ٧٥ ؛ وله أو للأزرق بن طرفة بن العمرد الفراصيّ في لسان العرب ١١ / ١٣٢ (جول). ـ