وزعم الفراء أنّ ذلك كلّه لا يجوز إلّا في «ليت» ، واستدلّ على ذلك بقوله [من الرجز] :
٢٨٢ ـ يا ليت أيّام الصبا رواجعا
فنصب «أيّام الصبا» و «رواجعا» بـ «ليت» ، ولا حجة في شيء من ذلك عندنا.
أما قوله : «إنّ حراسنا أسدا» ، فيكون الخبر محذوفا ، والتقدير : تجدهم أسدا ، أو تلقاهم أسدا ، وكذلك قوله :
يا ليت أيّام الصبا رواجعا
كأنّه قال : «أقبلت رواجعا» ، وخبر هذه الحروف يجوز حذفه إذا فهم المعنى على
______________________
ـ تقديره (هو) ، و «الألف» : للإطلاق. قادمة : خبر (كأن) منصوب بالفتحة. أو قلما : «أو» : للعطف ، «قلما» : معطوف على (قادمة) منصوب بالفتحة. محرّفا : صفة (قلما) منصوبة بالفتحة.
وجملة «كأن أذنيه قادمة» : في محلّ (رفع أو نصب أو جر) صفة للحيوان المذكور سابقا ، لأنّ من عادة الحيوان أن ينصب أذنيه استشعارا للخطر. وجملة «تشوّفا» : في محلّ جرّ مضاف إليه.
والشاهد فيه قوله : «كأن أذنيه قادمة» حيث نصب اسم وخبر (كأن) ، وقد لحن الشاعر في نصب الخبر.
٢٨٢ ـ التخريج : الرجز لرؤبة في شرح المفصل ١ / ١٠٤ ؛ وليس في ديوانه ؛ وللعجاج في ملحق ديوانه ٢ / ٣٠٦ ؛ وشرح شواهد المغني ٢ / ٦٩٠ ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٤ / ٢٦٢ ؛ والجنى الداني ص ٤٩٢ ؛ وجواهر الأدب ص ٣٥٨ ؛ وخزانة الأدب ١٠ / ٢٣٤ ، ٢٣٥ ؛ والدرر ٢ / ١٧٠ ؛ ورصف المباني ص ٢٩٨ ؛ وشرح الأشموني ١ / ١٣٥ ؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٤٣٤ ؛ وشرح المفصل ١ / ١٠٤ ؛ والكتاب ٢ / ١٤٢ ؛ وهمع الهوامع ١ / ١٣٤.
المعنى : ليت الزمان يعود بي القهقرى إلى أيام الشباب ولكن هيهات ، هيهات.
الإعراب : يا ليت : «يا» : حرف تنبيه ودعاء ، و «ليت» : حرف مشبه بالفعل. أيام : اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف. الصبا : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدّرة على الألف للتعذر. رواجعا : خبر منصوب بالفتحة الظاهرة.
وجملة «ليت أيام الصبا رواجعا» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «كن رواجع» : خبر (ليت) محلها الرفع.
والشاهد فيه قوله : «ليت أيام الصبا رواجعا» فقد نصبت ليت الاسم والخبر ـ كما قيل ـ على لغة تميم وقيل بل الخبر ليس للحرف المشبه بل لفعل الكون المحذوف والتقدير «ليت أيام الصبا ، كن رواجعا».