تفصيل في ذلك يذكر بعد إن شاء الله تعالى ، وممّا حذف خبره قوله [من الطويل] :
٢٨٣ ـ فلو كنت ضبّيّا عرفت قرابتي |
|
ولكنّ زنجيّا عظيم المشافر |
التقدير : لا يعرف قرابتي ، لدلالة ما تقدم عليه.
وأمّا قول أبي نخيلة فإنّ الأصمعي وأبا عمرو لحّناه بحضرة الرشيد ، ولو لا أنّه غير فصيح لما جاز لهما ذلك.
وأما قول الآخر : «إنّ العجوز خبّة جروزا» ، فانتصاب «خبّة وجروزا» على الذم ، والخبر «تأكل».
______________________
٢٨٣ ـ التخريج : البيت للفرزدق في ديوانه ص ٤٨١ ؛ وجمهرة اللغة ص ١٣١٢ ؛ وخزانة الأدب ١٠ / ٤٤٤ ؛ والدرر ٢ / ١٧٦ ؛ وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٠١ ؛ وشرح المفصل ٨ / ٨١ ، ٨٢ ؛ والكتاب ٢ / ١٣٦ ؛ ولسان العرب ٤ / ٤١٩ (شفر) ؛ والمحتسب ٢ / ١٨٢ ؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٥٩٠ ؛ وخزانة الأدب ١١ / ٢٣٠ ؛ والدرر ٣ / ١٦٠ ؛ ورصف المباني ص ٢٧٩ ، ٢٨٩ ؛ ومجالس ثعلب ١ / ١٢٧ ؛ ومغني اللبيب ص ٢٩١ ؛ والمنصف ٣ / ١٢٩ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٣٦ ، ٢٢٣.
اللغة : ضبّيّ : منتسب إلى بني ضبّة. الزنجي : واحد الزنوج. المشافر : جمع مشفر وهو للبعير كالشفة للإنسان.
المعنى : يهجو أحدهم فيقول له : لو كنت من بني ضبّة كنت عرفت قرابتي ، ولكنّك أسود وشفتاك غليظتان.
الإعراب : «فلو» : «الفاء» : بحسب ما قبلها ، «لو» : حرف شرط غير جازم. «كنت» : فعل ماض ناقص ، و «التاء» : ضمير متصل في محلّ رفع اسمها. «ضبّيّا» : خبرها منصوب بالفتحة. «عرفت» : فعل ماض مبني على السكون ، و «التاء» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل. «قرابتي» : مفعول به منصوب بالفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. «ولكن» : «الواو» : استئنافية ، «لكنّ» : حرف مشبّه بالفعل ، و «اسمها» : ضمير المخاطب المحذوف والتقدير : (لكنّك). «زنجيا» : اسم (لكن) منصوب بالفتحة. «عظيم» : صفة منصوبة بالفتحة. «المشافر» : مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة «لو كنت ...» الشرطية : بحسب الفاء. وجملة «عرفت قرابتي» : جواب شرط غير جازم ، لا محل لها. وجملة «لكنك زنجيا» استئنافية لا محل لها. وجملة خبر «لكن» محذوفة.
والشاهد فيه قوله : «ولكن زنجيا» حيث حذف خبر «لكن» لدلالة ما تقدّم عليه.