فأدخل «عن» على الباء تأكيدا ، لأنه قد يقال : «سألت به» ، و «سألت عنه» في معنى واحد. نحو قوله [من الطويل] :
٣٣٣ ـ فإن تسألوني بالنّساء فإنّني |
|
[خبير بأدواء النّساء طبيب] |
يريد : عن النساء ، فلما دخلت من على «عن» وليست بمعناها ، علم أنّ «عن» اسم لأن حرف الجر لا موضع له من الإعراب ، فتبيّن أنّها اسم في موضع خفض بـ «من». وزعم
______________________
ـ والمجرور متعلّقان بـ «يسأل». «به» : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول تقديره : استقرّ «أصعّد» : الهمزة للاستفهام ، «صعّد» : فعل ماض ، وفاعله «هو». «في علو» : جار ومجرور متعلّقان بـ «صعّد» ، وهو مضاف. «الهوى» : مضاف إليه. «أم» : حرف عطف. «تصوّبا» : ماض ، وفاعله «هو» ، والألف للإطلاق.
وجملة «أصبحن ...» بحسب ما قبلها. وجملة «لا يسألنني» في محلّ نصب خبر «أصبح». وجملة : «استقر به» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة : «أصعّد» تفسيرية لا محل لها من الإعراب. وجملة «تصوب» معطوفة على الجملة السابقة.
الشاهد فيه قوله : «عن بما» حيث أكّد حرف الجرّ «عن» بإعادة لفظ مرادف له ، وهو الباء التي هي بمعنى «عن» والمتّصلة بـ «ما» الموصوليّة.
٣٣٣ ـ التخريج : البيت لعلقمة بن عبدة (الفحل) في ديوانه ص ٣٥ ؛ وأدب الكاتب ص ٥٠٨ ؛ والأزهية ص ٢٨٤ ؛ والجنى الداني ص ٤١ ؛ وحماسة البحتري ص ١٨١ ؛ والدرر ٤ / ١٠٥ ؛ والمقاصد النحوية ٣ / ١٦ ، ٤ / ١٠٥ ؛ وهمع الهوامع ٢ / ٢٢ ؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص ٤٩ ؛ ورصف المباني ص ١٤٤.
اللغة : أدواء : جمع داء وهو المرض والعيب.
المعنى : فإن شئتم سؤالي عن النساء ، فقد عرفتم من تسألون ، فأنا الخبير بعيوبهنّ ونواقصهنّ ، وأعرف كيف أداويها.
الإعراب : فإن : «الفاء» : بحسب ما قبلها ، «إن» : حرف شرط جازم. تسألوني : فعل مضارع مجزوم بحذف النون من آخره لأنه من الأفعال الخمسة ، و «النون» : للوقاية ، و «الواو» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به. بالنساء : جار ومجرور متعلّقان بـ (تسأل). فإنني : «الفاء» : رابطة لجواب الشرط ، «إن» : حرف مشبّه بالفعل ، و «النون» : للوقاية ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ نصب اسم (إنّ). خبير : خبر (إن) مرفوع بالضمّة. بأدواء : جار ومجرور متعلّقان بـ (خبير). النساء : مضاف إليه مجرور بالكسرة. طبيب : خبر ثان لـ (إن) مرفوع بالضمّة.
وجملة «إن وما دخلت عليه» : بحسب الفاء. وجملة «تسألوني» : فعل الشرط لا محلّ لها. وجملة «فإنني خبير» : في محلّ جزم جواب الشرط.
والشاهد فيه قوله : «تسألوني بالنساء» تمثيلا لمجيء (الباء) بمعنى (عن).