أي : أنخنا الكلاكل ، أو في نادر كلام يحفظ ولا يقاس عليه ، نحو قوله تعالى : (قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ) (١). أي : ردفكم.
وإنّما لم يقو ذاك بحرف الجر لأنّه لم يضعف لتقدّم معموله عليه ، بل بقي على أصل الوضع من تقدم العامل على المعمول.
وتكون أيضا زائدة بين المضاف والمضاف إليه في باب النداء وباب «لا» ، نحو قولهم : «يا بؤس للحرب» ، و «لا أبا لك» ، فاللام من قولهم «للحرب» و «لك» زائدة بين المضاف والمضاف إليه ، والتقدير : يا بؤس الحرب ، ولا أباك ، وسنبيّن الدليل على ذلك والسبب في أن أقحمت هذه اللام بين المضاف والمضاف إليه في بابه إن شاء الله تعالى.
وتكون بمعنى «كي» ، نحو : «جئت ليقوم زيد» ، أي : كي يقوم زيد.
وللجحد ، وهي التي تقدّمها حرف نفي و «كان» أو ما يتصرّف منها ، نحو : «ما كان زيد ليقوم» ، وإنّما سميت لام الجحد لأنّها إذا تقدمها «كان» أو متصرّف منها ، لم يكن بدّ من تقديم النفي ، والنفي هو الجحد ، فلا يجوز أن تقول : «كان زيد ليقوم» ، بل لا بدّ من تقديم النفي على «كان».
وإنّما جعلنا لام «كي» ولام الجحود من قبيل حروف الجرّ لأنّ الفعل بعدها منصوب بإضمار «أن» و «أن» وما بعدها تتقدّر بالمصدر ، واللام إذن في الحقيقة إنّما هي جارة لـ «أن» وما بعدها.
وزاد بعض النحويين في معاني لام الإضافة أن تكون للعاقبة والمآل ، نحو قوله تعالى : (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) (٢). ألا ترى أنّ معنى «كي» يضعف هنا ، لأنّ الالتقاط لم يكن لذلك بل ليكون لهم كالولد ، لكن الالتقاط كانت عاقبته إلى أن كان لهم عدوّا وحزنا. والجواب : إنّ اللام هنا لام «كي» ، وتكون من إقامة المسبّب مقام السبب ، لأنّ السبب الذي التقطوه له أن يكون لهم كالولد فكان ذلك سببا لأن كان عدوا ، فحذف السبب وأقيم المسبّب مقامه.
______________________
(١) النمل : ٧٢.
(٢) القصص : ٨.