إنّما جاز الخفض هنا لأنّ الضمير عائد على «الصحيفة» ولو كان عائدا على النعل لم يجز الخفض عنده.
والصحيح أنّه لا يشترط أن يكون الضمير عائدا على ما قبل «حتى» ، بل قد يجوز أن يكون عائدا على الاسم الذي بعد «حتى» ، لأنّك إذا قلت : «ضربت القوم حتى زيد» ، وخفضت ، كان زيد داخلا مع القوم في الضرب ، لأنّ ما بعد «حتى» داخل فيما قبلها ، فكأنّك قلت : «ضربت القوم وزيدا» ، فإذا قلت بعد ذلك : ضربته ، كان تأكيدا من طريق المعنى.
______________________
ـ و «ها» : ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره «هو».
وجملة : «ألقى الصحيفة» ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. والمصدر المؤول من «كي» وما بعدها محلّ جرّ بحرف الجرّ المقدر.
الشاهد فيه قوله : «حتى نعله ألقاها» (على رواية الخفض) حيث جاز الخفض هنا لأن الضمير «ها» في الفعل «ألقاها» عائد على «الصحيفة». وعلى هذا فإن جملة «ألقاها» توكيد لفظي لا محل لها.