يريد محمّد بن الحجّاج ومحمدا أخاه. ومنه قول الحجّاج لما بلغه موتهما : «إنا لله محمّد ومحمّد في يوم».
وإن لم يكونا علمين باقيين على علميتهما فالتثنية ، ولا يجوز العطف إلّا في ضرورة شعر ، نحو قوله [من الرجز] :
٣٦ ـ ليث وليث في محلّ ضنك
وقول الآخر [من الرجز] :
٣٧ ـ كأنّ بين فكّها والفكّ |
|
فأرة مسك ذبحت في سكّ |
______________________
ـ وجملة «لا رزية بعدها» : خبر أول لـ (إن) محلها الرفع. وجملة «هي فقدان» خبر ثان.
والشاهد فيه قوله : «مثل محمد ومحمد» حيث عطف بالواو ولم يثنّ لأن الاسمين علمان ولا يجوز تثنية الاسم إلّا بعد تنكيره.
٣٦ ـ التخريج : الرجز لواثلة بن الأسقع أو لجحدر بن مالك في خزانة الأدب ٧ / ٤٦١ ، ٤٦٤ ؛ والدرر ١ / ١٢٨ ؛ ولجحدر في لسان العرب ١٠ / ٤٢٠ (درك) ؛ وبلا نسبة في المقرب ٢ / ٤١ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٤٣.
اللغة : الليث : الأسد. محلّ ضنك : مكان ضيق.
الإعراب : ليث : مبتدأ مرفوع بالضمّة. وليث : «الواو» : للعطف ، «ليث» : اسم معطوف على (ليث) مرفوع بالضمّة. في محلّ : جار ومجرور متعلقان بخبر (الليث) المحذوف. ضنك : صفة (محلّ) مجرور بالكسرة.
وجملة «ليث وليث في محل ضنك» : ابتدائية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «ليث وليث» حيث عطف علمين لم يبقيا على علميتهما ، وكان عليه القول (ليثان) ، فعطف ضرورة.
٣٧ ـ التخريج : الرجز لمنظور بن مرثد في خزانة الأدب ٧ / ٤٦٢ ، ٤٦٨ ، ٤٦٩ ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ٢٠١ ؛ وأسرار العربية ص ٤٧ ؛ وجمهرة اللغة ص ١٣٥ ؛ وشرح المفصل ٤ / ١٣٨ ، ٨ / ٩١.
اللغة : فأرة المسك : نافجته (وعاؤه) ، وهو ليس بالفأرة ، لكنّه بالخشف أشبه. السك : طيب يتّخذ من الرامك مع المسك المسحوق.
المعنى : إن رائحة فمها جميلة جدّا كما لو أنها تحمل بين فكّيها وعاء فيه مسك مخلوط بالطّيب.
الإعراب : كأن : حرف مشبّه بالفعل. بين : مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بخبر (كأنّ). فكّها : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. والفك : «الواو» : للعطف ، «الفك» : معطوف على مجرور مجرور مثله بالكسرة. «فأرة» : اسم «كأنّ» منصوب بالفتحة. مسك : ـ