وإن اختلفت المعاني ولم يكن المعنى الموجب للتسمية واحدا فالعطف ، ولا يجوز الجمع ، نحو : عين وعين وعين ، يعني بذلك عين السحاب وعين الماء والعضو المبصر.
وإن اتفقت الألفاظ والمعاني فلا تخلو الأسماء أن تكون أعلاما باقية على علميتها أو لا تكون ؛ فإن كانت أعلاما باقية على علميتها فالعطف ولا يجوز الجمع ، لأنّ الاسم لا يجمع إلّا بعد تنكيره ، وإن لم تكن باقية على علميّتها فالجمع ولا يجوز العطف إلّا في ضرورة الشعر ، قال الشاعر [من الطويل] :
٤٨ ـ أقمنا بها يوما ويوما وثالثا |
|
ويوما له يوم التّرحل خامس |
______________________
ـ وأساس البلاغة (حمر) (البيت الأول) ؛ ومقاييس اللغة ٢ / ١٠١ (البيت الأول) ؛ وليس في ديوانه ؛ وبلا نسبة في تهذيب اللغة ٥ / ٩٥ ؛ والمخصص ١٣ / ٢٢٤.
اللغة : الأحامرة : جمع الأحمر. مولع به : مشغول ومغرى به. مولّع : أبرص.
المعنى : لقد أتلفت أموالي الأحامرة الثلاثة ، الخمرة واللحم والطّيب ، وكنت أحبّها منذ زمن قديم ، وما أزال أحبّها (مولّع هنا لا مكان لها إلّا إن كانت بمعنى مولع ، بدون تشديد اللام) فآكل اللحم السمين ، وأشرب الخمرة ، وأتدهّن بالطّيب.
الإعراب : إنّ الأحامرة : حرف مشبّه بالفعل واسمها منصوب بالفتحة. الثلاثة : صفة (الأحامرة) منصوبة بالفتحة. أتلفت : فعل ماض مبني على الفتح ، و «التاء» : للتأنيث ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هي). مالي : مفعول به منصوب بفتحة مقدّرة على ما قبل الياء ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ جرّ مضاف إليه. وكنت : «الواو» : حاليّة ، «كنت» : فعل ماض ناقص ، و «التاء» : ضمير متصل في محلّ رفع اسم (كان). بهنّ : جار ومجرور متعلّقان بـ (مولعا). قدما : مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة. مولعا : خبر (كان) منصوب بالفتحة. الراح : بدل من اسم «إن» منصوب. واللحم : «الواو» : للعطف ، «اللحم» : معطوف على (الراح) منصوب بالفتحة. السمين : صفة (اللحم) منصوبة بالفتحة. وأطّلي : «الواو» للعطف ، «أطلي» : فعل مضارع منصوب بـ «أن» مضمرة وعلامة نصبه الفتحة. والمصدر المؤول من «أن» وما بعدها معطوف على «الراح» في محل نصب. و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (أنا). بالزعفران : جار ومجرور متعلّقان بـ (أطّلي). فلا : «الفاء» : استئنافية «لا» : نافية. أزال : فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمّة ، و «اسمها» : ضمير مستتر تقديره (أنا). مولعا : خبر (أزال) منصوب بالفتحة.
وجملة «إنّ الأحامرة ...» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «أتلفت» : في محلّ رفع خبر (إنّ). وجملة «كنت بهنّ مولعا» : في محلّ نصب حال.
والشاهد فيهما قوله : «الأحامرة» حيث اتفقت الأسماء الثلاثة (اللحم ، والخمر ، والزعفران) باللون الأحمر فيها ، فجمعها.
٤٨ ـ التخريج : البيت لأبي نواس في ديوانه ٢ / ٧ ؛ وخزانة الأدب ٧ / ٤٦٢ ؛ والدرر ٦ / ٧٧ ؛ وبلا نسبة في المقرب ٢ / ٤٩.
المعنى : لقد أقمنا في هذا المكان ثمانية أيام. ـ