يكون عوضا منها ، فلذلك لم يجمعوه إلّا بالألف لتكون تاء الجمع كالعوض من تاء التأنيث.
واستدلّ الكوفيون على جواز جمع طلحة وأمثاله بالواو والنون مع حذف التاء منه من غير عوض بجمعهم له جمع التكسير وإن أدّى ذلك إلى حذف التاء من غير عوض ، نحو قوله [من الرجز] :
٤٩ ـ وعقبة الأعقاب في الشهر الأصمّ
فجمع «عقبة» على «أعقاب» ، وهذا عندنا من القلة بحيث لا يقاس عليه. وإن كان صفة اشترط فيه أربعة شروط : الذكوريّة والعقل وخلوه من تاء التأنيث وأن لا يمتنع مؤنثه من الجمع بالألف والتاء ، نحو : عالم ومهندس ، تقول في جمعه : عالمون ومهندسون.
فإن نقص الخلو من تاء التأنيث ، نحو : ربعة ، أو العقل ، نحو : شاحج ، والشحيج صوت البغل ، أو الذكوريّة ، نحو : حائض ، لم يجمع بالواو والنون. وكذلك إن نقص عدم امتناع مؤنّثه من الجمع بالألف والتاء نحو : أحمر وسكران وصبور وشكور.
وذلك أنّ أفعل فعلاء وفعلان فعلى وكلّ صفة للمذكر والمؤنث بغير تاء ، لا يجوز جمع المذكر منها بالواو والنون ولا المؤنث بالألف والتاء إلا شاذّا أو فيما ذهب به مذهب الأسماء ولم يستعمل تابعا لغيره ، وذلك موقوف على السماع. فممّا جاء من ذلك قوله صلىاللهعليهوسلم : «ليس في الخضراوات صدقة». وقول الكميت [من الوافر] :
٥٠ ـ فما وجدت نساء بني نزار |
|
حلائل أسودين وأحمرينا |
______________________
٤٩ ـ التخريج : الرجز بلا نسبة في خزانة الأدب ٨ / ١٠ ، ١٢ ؛ والدرر ١ / ١٣١ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٤٥.
اللغة : عقبة القوم : آخر من بقي منهم. الشهر الأصم : هو شهر رجب سمّي كذلك لعدم سماع صوت السلاح فيه ، ولا حركة قتال.
المعنى : لعلّه يريد أن آخر من بقي من أواخرهم قد عاش بسبب دخولهم في شهر رجب ، والله أعلم.
الإعراب : «وعقبة» : «الواو» : بحسب ما قبلها ، «عقبة» : مبتدأ مرفوع بالضمّة. «الأعقاب» : مضاف إليه مجرور بالكسرة. «في الشهر» : جار ومجرور متعلّقان بالخبر المقدّر (موجود). «الأصم» : صفة مجرورة بالكسرة ، وسكّنت لضرورة الوزن.
الشاهد فيه قوله : «الأعقاب» حيث جمع «عقبة» على «الأعقاب» لا على «العقبات» ، فأسقط «التاء» وجمعه جمع تكسير مثله.
٥٠ ـ التخريج : البيت للكميت بن زيد في ديوانه ٢ / ١١٦ ؛ والمقرب ٢ / ٥٠ ؛ وللحكيم الأعور بن