فلما (نظر إليه) (١) ترجل عن فرسه (٢) ، وسار (٣) إلى أن قبل ركبته ، ومشى إلى أن أمره بالركوب ، فدخل مصر ، وطار (٤) الخبر بما وقع إلى مولانا الشريف فأخذته أنفة الأريحية ، والهمة العلية ، وأقلقه ما ورد عليه من الخبر ، وحدوث هذه العبر ، فعزم على الخروج من مكة ليكون عذرا (٥) في عدم اللقاء ، وحاجزا (٦) عن التسفل (٧) بعد الارتقاء (٨).
أخبرني (والدي) (٩) قال :
ولما تزايد عليه هذا الطارئ ، قصد مولانا قطب دائرة الوجود وبركة كل موجود ، مولانا السيد عبد الرحمن بن أحمد المغربي النوناني (١٠) ، نزيل مكة ، وذكر له ما خطر بباله لتزايد بلباله ، فقال له
__________________
فاستمر بها واليا إلى أن عزل في ثاني عشر جمادى الأولى سنة ١٠٥٠ ه ، وهو ابن اخت السلطان سليم الثاني. انظر : أحمد شلبي ـ أوضح الاشارات ١٤٧.
(١) ما بين قوسين في (ج) «نظره».
(٢) في (ب) «فر» سقطت حروفها الأخيرة.
(٣) في (د) «صار».
(٤) في (د) «وصار».
(٥) في (أ) «مدرا» ، والاثبات من بقية النسخ.
(٦) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «عاجزا».
(٧) في (ب) ، (ج) «السافل» ، وفي (د) «التسافل».
(٨) انظر هذا الخبر في : ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٤٩ ه ، زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٧٥.
(٩) تكررت في (ب) ، وفي (ج) «والد والدي».
(١٠) في (ب) ، (د) «الزناتي» ، وفي (ج) «لزناتي عرف بالمحجوب». هو عبد الرحمن بن أحمد بن علي الادريسي المكناسي المغربي نزيل مكة ، ولد في أرض المغرب