وترك البلد حيص بيص (١) ، وسرى مع أخيه وجماعته (٢) في غفارة (٣) الليل مصاحبا للأعزل والرامح ، ومتحصنا بظهور الخيول (٤) الجوامح ، ورأى أن (٥) القتال في هذا الشهر الشريف مما يضر بأهل التعريف.
وكان خروجه ليلة الاثنين الثالث عشر من ذي الحجة ، فأصبحت العساكر لا ترى إلا الخراب ، جامعة بين فوات المطلوب وذل الاغتراب (٦).
فمدة ولايته ستة أعوام إلا إحدى وعشرين يوما (٧).
__________________
(١) في (ج) «يبث».
(٢) في (ب) ، (ج) «وجماعة».
(٣) هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ «خفاره». الغفارة : خرقة تلبسها المرأة فتغطي رأسها ما قبل منه وما دبر غير وسطه ، وزرد ينسج من الدروع على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٦٥٦.
(٤) في (ج) ، (د) «الخيل».
(٥) سقطت من (ب) ، (ج).
(٦) انظر هذه الأخبار مختصرة في : المحبي ـ خلاصة الأثر ١ / ٤٤٤ ، : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢١ ، ٥٢٢ ، ابن المحب الطبري ـ إتحاف فضلاء الزمن / أحداث سنة ١٠٨١ ه. ومفصلة في : زيني دحلان ـ خلاصة الكلام ٨٩ ، ٩٠.
(٧) أضاف ناسخ (ج) في المتن ما نصه : «قال كاتبه أبو الفيض والاسعاد : وحاصل الأمر أنه تولى شرافة مكة أربع مرات كما سيأتي إن شاء الله في محلها في التذييل ، وهذه هي الولاية الأولى للشريف سعد المذكور ، وقد توجه إلى الطائف ثم إلى تربة بيشة ، ثم سار عنها إلى جهات عديدة ، ثم توجه إلى الديار الرومية ، وقابل الدولة العلية ، وبقي هناك إلى أن عاد إلى ولاية مكة سنة ألف ومائة وثلاث كما سيأتي في التذييل لكاتبه ، والله أعلم».