وفي يوم الاثنين الرابع من محرم الحرام ، أخرج الشيخ محمد [بن سليمان](١) أمرا أقرأه (٢) القاضي متولي مكة يتضمن : إخراج من كان في الخلاوي الموقوفة ممن له بيت يأويه وعيال (٣) ، كخلاوي قايتباي (٤) ، والشرابية (٥) ، ونحو ذلك من الربط.
فتكلم في ذلك القاضي محمد الجنزبيلي ، وأولاد المنلا مكي فروخ (٦) ، وأظهروا فتاوى بأيديهم ، فما أجدى ذلك ، إلا أن أبناء المنلا مكي تعلقوا بأن لهم السكنى لما في أيديهم من أوقاف السلطان قايتباي من الكتب ، وأن إقامتهم في المدرسة لذلك ، فأبقوا في المدرسة أياما. ثم أخرجوا كما يأتي بيانه (٧).
وأمر الشيخ بقراءة أجزاء ربعة السلطان قايتباي ، وأمر بقراءة البخاري ، وأخذ الوقفية عنده ، وجعل تدريس الحديث لمولانا / الشيخ
__________________
(١) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ ، وفي (ب) «سليماني».
(٢) في (ب) ، (ج) «وقرأه» ، وفي (د) «قراد» ، وهو خطأ.
(٣) في (ب) «وعياله».
(٤) وهذا الرباط كان مجاورا للمسجد الحرام ، وله بابان أحدهما ينفذ إلى المسجد الحرام ، والثاني على المسعى. انظر : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٣١.
(٥) رباط الشرابية : يقع على باب بني شيبة الذي عرف فيما بعد بباب السلام. انظر : علي بن عبد القادر الطبري ـ الأرج المسكي ورقة ٣١.
(٦) في (ب) «مكي وفروخ» ، وفي (ج) «مكي والمنلا فروخ».
(٧) هذا وقد بين المؤرخون سبب ذلك فقالوا : أن الشيخ محمد طلب من السلطان إزالة أشياء بمكة منها : توليته على جميع الأربطة ، وأن لا تكون إلا لمن يستحقها بشرط الواقف. انظر : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٢٥.