وكان ممن حضر مجلس إنشادها ، ومحفل إيرادها مولانا القاضي تاج الدين بن أحمد المالكي ، وكان قد سمع لفظ المطلع ، فأعد لهذا المجلس لسانا ، ونظم قصيدة معارضة لهذه القصيدة ، نظم فيها البديع أفنانا ، ولم يشعر بذلك أصحابا ، ولا إخوانا.
فلما فرغ القاضي [أحمد](١) من إنشاده (٢) ، وظن انفراده (٣) بالمجلس من دون أضداده ، تقدم القاضي تاج [الدين](٤) ، وسأل الإذن في المقال بالمديح ، فقوبل بالإذن الصريح ، فقرأ قصيدته (٥) ، وهي :
غذّيت درّ التصابي (٦) قبل ميلاد |
|
فلا تروم يا عذولي فيه إرشاد |
غيّ (٧) التصابي رشادي والعذاب (٨) به |
|
عذب لديّ (٩) كبرد الماء للصادي |
__________________
(١) ما بين حاصرتين زيادة من (ج).
(٢) في (د) «انشادها».
(٣) في (ج) «القراءة» ، وفي (د) «القراه» ، وهو خطأ.
(٤) ما بين حاصرتين زيادة من بقية النسخ.
(٥) انظر مناسبة القصيدة هذه في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٤٣٢ ، ابن معصوم ـ سلافة العصر ١٥٢ وفيهما أن القاضي تاج الدين مدح السلطان مسعود بن إدريس بهذه القصيدة سنة ١٠٣٩ ه لما ولي مكة معارضا فيها قصيدة القاضي أحمد بن عيسى المرشدي السابقة الذكر.
(٦) تصابى : تكلف الصبا ، والصبا هو الشوق. انظر : المعجم الوسيط ١ / ٥٠٧.
(٧) في (ب) «عن» ، وفي (ج) ، (د) «نحى».
(٨) في (ب) ، (د) «العذار».
(٩) في (ب) ، (د) «لديه».