الشريف / والمفتي ، وإلى جانبه مولانا السيد أحمد بن غالب ، ولما وصل إلى الزاهر خلف باشة الشامي مع المحمل الشامي ، ودخل من الشبيكة بالمحمل المصري ، وهو في هذا الموكب الأعظم ، وقد خرج له أهل مكة حتى (١) المخدرات ، وكادت الخلق أن تقتل (٢) من الزحام فرحا به.
ولم يزل إلى أن وصل إلى (٣) دار السعادة في منزل آبائه وأجداده بعد بلوغ مراده ، وجلس للتهنئة للقدوم مجلسا خاصا. وحج بالناس ، وكانت الحجة بالجمعة (٤).
__________________
(١) في (ب) «إلى» ، وفي (د) «الا».
(٢) في (ب) «تقتتل».
(٣) سقطت من (ب) ، (د).
(٤) أضاف ناسخ (ج) على حاشية المخطوط اليسرى ص ٣٦٧ ما نصه : «واستمر الشريف أحمد في ولايته إلى سنة تسع وتسعين وألف. قلت : وقد ترجم المحبي صاحب خلاصة الأثر سيدنا الشريف أحمد بن زيد بترجمة واسعة ، ووصفه بالفضل والأدب ، وكان قد اجتمع به في القسطنطينية ، فمن جملة ما قاله فيها : «وأقام بقسطنطينية مدة مديدة ، واتحدت نجومته اتحادا تاما ، وتقربت إليه كثيرا ، وكان كثيرا ما يدنيني إليه ويقبل علي بكليته ، وقد مدحته بقصائد منها هذه القصيدة. ثم ذكرها وهي طويلة جيدة مطلعها :
يجوب الأرض من طلب الكمالا |
|
ومن صحب القنا بلغ السؤالا |
وكم في الأرض من سكن ودار |
|
وإن كان النوى يضني الجبالا |
وما هجري الدمى ذلا ولكن |
|
رأيت الذل أن أهوى الجمالا |
وهي طويلة. ثم ذكر قصائد أخرى كثيرة ، ثم ذكر كيفية ولايته مكة». انظر ما ذكره الدهلوي في خلاصة الأثر للمحبي ١ / ١٩٠ ـ ١٩٧ ، وانظر خبر عودة الشريف أحمد ابن زيد إلى ولاية مكة هذا مختصرا في : العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٥٥٩ ، ٥٦٠ والمراد بكون الحج بالجمعة أي يوم عرفات كان يوم جمعة.