وكأنهم جعلوا ذلك وجه جمع بين الأخبار الواردة في صومه أمرا ونهيا (١).
وبهذا جمع الشيخ بين الاخبار في الاستبصار فقال : ان من صام يوم عاشوراء على طريق الحزن بمصاب آل محمد صلىاللهعليهوآله والجزع لما حل بعترته صلىاللهعليهوآله فقد أصاب ومن صامه على ما يعتقده مخالفونا من الفضل في صومه والتبرك به والاعتقاد ببركته وسعادته (٢) فقد أثم وأخطأ.
ونقل هذا الجمع عن شيخه المفيد (قدسسره) قال في المدارك بعد ذكر ذلك : وهو جيد. أقول : بل الظاهر بعده لما سيظهر لك ان شاء الله تعالى بعد نقل الأخبار الواردة في هذا المقام :
فاما ما يدل على استحباب صومه فمنها ـ ما رواه في التهذيب عن ابى همام عن أبى الحسن (عليهالسلام) (٣) قال : «صام رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم عاشوراء».
__________________
(١) الوسائل الباب ٢٠ و ٢١ من الصوم المندوب.
(٢) لم نقف في اخبار العامة على ما يرجح الصوم يوم عاشوراء للتبرك والسعادة إلا على حديث ابى موسى في صحيح مسلم باب (صوم يوم عاشوراء) وفيه ان أهل خيبر كانوا يصومون يوم عاشوراء ويتخذونه عيدا ويلبسون فيه نساءهم الحلي فقال رسول الله (ص) فصوموه أنتم. وللأحاديث الواردة في صومه المشتملة على الإباضية والمرجئة والضعفاء افتى فقهاء أهل السنة باستحباب صومه ، قال العيني في عمدة القارئ ج ٥ ص ٣٤٧ اتفق العلماء على ان صوم يوم عاشوراء سنة وليس بواجب. نعم اختلق أعداء أهل البيت (ع) أحاديث في استحباب التوسعة على العيال يوم عاشوراء والاغتسال والخضاب والاكتحال ، وفيها يقول ابن كثير الحنبلي كان النواصب من أهل الشام يعاكسون الشيعة فيتطيبون ويغتسلون ويطبخون الحبوب ويلبسون أفخر الثياب ويتخذون ذلك اليوم عيدا يظهرون فيه السرور عنادا للروافض وقد رد هذه الأحاديث السيوطي في اللئالي المصنوعة ج ٢ ص ١٠٨ الى ١١٣ والذهبي في الميزان ج ١ ص ١١٦ وابن حجر في مجمع الزوائد ج ٣ ص ١٨٩ وفي الصواعق المحرقة ص ١٠٩.
(٣) الوسائل الباب ٢٠ من الصوم المندوب.